أول زيارة لمبعوث أممي إلى مدينة تعز المحاصرة

هل اكتشف غروندبرغ وعورة الطريق إلى السلام في اليمن؟
لمياء الشرعبي
November 9, 2021

أول زيارة لمبعوث أممي إلى مدينة تعز المحاصرة

هل اكتشف غروندبرغ وعورة الطريق إلى السلام في اليمن؟
لمياء الشرعبي
November 9, 2021

تثير زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى مدينة تعز، الكثيرَ من التساؤلات حول ما إذا كانت مخرجات الزيارة ستؤدي إلى حلول إيجابية تخفف عن المواطن وطأة معاناته، كونها الأولى لمبعوث أممي إلى اليمن منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد عام 2015.

واختصت الزيارة بمناقشة الشأن السياسي وما يترتب عليه من الأضرار التي لحقت بمدينة تعز المحاصرة، كما تفرعت الزيارة لعدة لقاءات جرت مع مسؤولي السلطة المحلية وقيادات الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني المتمثل بالمنظمات الإنسانية.

والتقى المبعوث الأممي في زيارته لمحافظة تعز مع محافظ المحافظة والمسؤولين العسكريين والأمنيين والأحزاب السياسية والكتل البرلمانية بالمحافظة والقطاع التجاري، وسيزور كذلك ميناء المخا.

واستمع المبعوث الأممي للسلطة المحلية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وتم التأكيد فيها على أهمية تفعيل ميناء المخا لتحسين الوضع الاقتصادي للمحافظة وفتح الطرق، وكيفية زيادة تفعيل آليات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، لتسريع تدخلاتها بما يستهدف الشرائح المتضررة بشكل مباشر، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

ملفات الزيارة

بعد جولة في مدينة تعز، قال المبعوث الأممي إلى اليمن في بيان، إن العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، لكنه شدد في الوقت نفسه على وجود إمكانية لإنهاء العنف في البلاد.

وتحدث عن تعز: "فيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها".

أدّى فشل المفاوضات والزيارات التي أجريت سابقًا من قبل المسؤولين الأمميين وعدم قدرتهم على تحقيق أي اختراق لحلحلة الأزمة اليمنية، إلى تشاؤم المواطن اليمني بزيارة المبعوث الأممي الحالي إلى تعز واعتبارها كسابقاتها من الزيارات، رغم أهمية وإيجابية الخطوة الجريئة التي قام بها هانس غروندبرغ.

وأشار المبعوث الأممي إلى ما يواجه سكان تعز من قيودٍ شديدة على حرية حركتهم، وتضرُّر الكثير من الأشخاص، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والانقطاع المتكرر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وغياب الأمن.

وشدد على أن تعزّ تذكر الجميع بقيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل جزءًا أساسيًّا في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن.

وتقول معين العبيدي، حقوقية واستشارية في مكتب المبعوث الأممي، لـ"خيوط"، إن هناك العديد من القضايا الإنسانية التي تم استعراضها مع المبعوث الأممي، رغم أن مهمة المبعوث سياسية بالدرجة الأولى، لإيجاد حلول للأزمة اليمنية بشكل عام وتعز جزء منها.

في السياق، يتحدث وكيل محافظة تعز عارف جامل لـ"خيوط"، أنه تم اطلاع المبعوث الأممي حول معاناة محافظة تعز وما تشهده من أعباء وأزمات اقتصادية كبيرة. وأضاف أن الزيارة كانت إيجابية، فقد اطلع المبعوث ولمس ما تعاني منه مدينة تعز، صعوبة ووعورة الطريق إليها.

بدوره، يشير القيادي في حزب الإصلاح بمحافظة تعز، عبدالسلام رزاز، لـ"خيوط"، إلى أنه تم بحث عدد من الملفات مع المبعوث الأممي، ابتداء بالملف الإنساني، ثم الملف الخدمي والاقتصادي الذي تضرر بسبب الحرب.

ويقول: "أكدنا كأحزاب على تمسكنا بالمرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار (2216) كمرجعيات لحل المشكلة اليمنية وتحقيق السلام الدائم لليمن".

التعاطي مع الأزمة

أدّى فشل المفاوضات والزيارات التي أجريت سابقًا من قبل المسؤولين الأمميين وعدم قدرتهم على تحقيق أي اختراق لحلحلة الأزمة اليمنية، إلى تشاؤم المواطن اليمني بزيارة المبعوث الأممي الحالي إلى تعز واعتبارها كسابقاتها من الزيارات، رغم أهمية وإيجابية الخطوة الجريئة التي قام بها هانس غروندبرغ.

ويتحدث الصحفي والإعلامي جمال المليكي، في تصريحه لـ"خيوط"، أن الشارع اليمني فقد فكرة الثقة بالمبعوث الدولي ولم يعد يعول عليه؛ وذلك بسبب عدم وجود أثر حقيقي لممارسات المبعوثين المتتابعين في إنقاذ ما ينبغي إنقاذه.

ويضيف المليكي قائلًا: "لا بد أن يتذكر الناس كيف أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، عندما اقتربت القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا من الحديدة، واعتبروها جريمة ضد الإنسانية؛ بينما الآن تحاصر مأرب وتقصف ولم يحركوا ساكنًا".

وعلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على زيارة المبعوث الأممي لتعز، بالقول إنها كغيرها من الزيارات التي لن تخرج اليمن وتعز على وجه الخصوص إلى حل سلمي.

الناشطة الحقوقية ألفت الدبعي، تؤكد لـ"خيوط"، أن زيارة المبعوث الأممي أتت ثمرة لجهود محافظ تعز والأحزاب السياسية والمجتمع المدني التي بذلوها مؤخرًا لإيصال رسالة للأمم المتحدة بضرورة إشراك مدينة تعز في أي مبادرات إنسانية، وجعلها على طاولة المفاوضات الشاملة.

وتوضح الدبعي أن نجاح أي عملية سلام في اليمن، مرهون بفك حصار تعز كأولوية في أي تحركات أممية قادمة. وتشدّد على ضرورة أن تنعكس زيارة المبعوث الأممي بالتعاطي الجاد مع معاناة مدينة تعز، وإيجاد آلية فورية لإنقاذ المواطنين من الحصار.


•••
لمياء الشرعبي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English