حماية البيئة" عبر انتهاك الإنسان"

باعة سوق السُّنينة ضحايا لحملات بلدية العاصمة
عمر دماج
December 15, 2020

حماية البيئة" عبر انتهاك الإنسان"

باعة سوق السُّنينة ضحايا لحملات بلدية العاصمة
عمر دماج
December 15, 2020

   أسواق خضروات ضيقة، لم تتسع للباعة بكافة مستوياتهم؛ البسيط، والمتوسط وصاحب رأس المال الضخم، فاضطُرّ الكثيرون لعرض بضائعهم على حواف الشوارع وفي مداخل الأسواق، ناهيك عن مداخل أسواق القات المكتظة بمدمني هذه العشبة التي استحوذت على جزء كبير من دخل الناس، وجعلت أسواق القات بيئة مناسبة لبائعي الخضروات والباعة المتجولين، لأن الناس أكثر ازدحاماً فيها. 

    لم يكن من السهل منع هؤلاء الباعة من البيع في هذه الأماكن، فهم يجدون فيها مصدر رزق ضروري لمعيشتهم، مع ذلك لم يسلموا من رجال البلدية، الذين يأتون إليهم بشكل دائم يطلبون الضريبة وإتاوات  أخرى بلا هوادة. 

    محمد أحمد، أحد باعة الخضروات في حي السنينة التابع لمديرية معين- شمال غرب العاصمة صنعاء، قال لـ"خيوط": "لم يكن من السهل أن نعيش بسلام في ظل هذا الوضع المحزن، ولم ننجُ من الزيارة اليومية لنا مِن قبل مَن أطلقوا على أنفسهم مسمى رجال الدولة وحماة البيئة، وهم يفتقرون لكل معاني الإنسانية، وما حدث اليوم أكبر دليل على ذلك".

    كان محمد لتوه عانى من تسلّط جُباة الإتاوات، وتابع حديثه: "يأخذون ضريبة يومية من شخص يمتلك بسطة صغيرة، لا يتجاوز رأس مالها 50 ألف ريال، وهذا بحد ذاته انتهاك واضح، ونحن نعطيهم ما يطلبون حفاظًا على هذا الدخل البسيط من الزوال، وتجنّباً للقمع". 

يجمع الباعة في سوق السنينة على أنه يتوجب على البلدية أن يوفروا أماكن مناسبة لبيع الخضروات تراعى فيها إمكانيات الباعة وحركة البيع والشراء، كما أن بعضهم يعرج على ذكر ازدحام أسواق القات، التي يقولون إن البلدية تغض الطرف عنها

ووصف ما حدث في ذلك اليوم سيئ للغاية في حق البسطاء، أصحاب الدخل اليومي المحدود؛ لقد نزل رجال البلدية ورموا بكل ما يمتلكه الباعة من خضروات، بالإضافة إلى الباعة المتجولين على عرباتهم الصغيرة، والذين لم يسلموا من هذا السلب والتعسف في وضح النهار. "لم يتيحوا لنا فرصة لتجهيز وترتيب وضعنا؛ فجأة أحدثوا كل هذه الفوضى".

    صالح علي، بائع آخر من محافظة ريمة، عدَّ هذا الانتهاك "جريمة كبيرة في حق أصحاب الدخل المحدود، الذين يعانون شحة في إمكانيات العيش وعدم القدرة على استئجار دكاكين يُؤَمِّنون فيها بضائعهم وعمليات البيع والشراء؛ بسبب ارتفاع الإيجارات". يضيف صالح: "إن كان هدف البلدية هو منع الزحام وجعل المكان ذا مظهر لائق بأمانة العاصمة، فكان عليهم أن يحترموا حقوقنا ويعطونا تحذيرًا مسبقًا، لنستعد لنقل هذه البسطات إلى أماكن أخرى".

    هكذا يعيش الباعة في شوارع المدينة، وهم يحاولون أن يُؤَمّنوا لقمة عيشهم، فوجدوا أنفسهم يبحثون عن مكان آخر يُلقون برحالهم فيه. باعة مشردون على الأرصفة تجلدهم سياط البرد فيتلقفهم رجال البلدية، ويرموا بكل أمانيهم على الأسفلت.

    يجمع الباعة في سوق السنينة على أنه يتوجب على البلدية أن يوفروا أماكن مناسبة لبيع الخضروات تراعى فيها إمكانيات الباعة وحركة البيع والشراء، كما أن بعضهم يعرج على ذكر ازدحام أسواق القات، التي يقولون إن البلدية تغض الطرف عنها، بما يترتب عليها من نفايات تحيط بها وتؤثر على البيئة، ناهيك عن تقصير البلدية في الاهتمام بنظافة الأحياء والشوارع.


•••
عمر دماج

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English