(أنا الشَّعْب)

ستُخرسُ أصواتَهمْ صيحتي
خيوط
September 28, 2023

(أنا الشَّعْب)

ستُخرسُ أصواتَهمْ صيحتي
خيوط
September 28, 2023

(أنا الشَّعْب)

ستُخرسُ أصواتَهمْ صيحتي

(خيوط)

كلمات: علي عبدالعزيز نصر

ألحان: محمد مرشد ناجي

أداء: محمد مرشد ناجي

يقول الفنّان محمد مرشد ناجي عن أنشودة (أنا الشعب):

"أول ما سمعت بنبأ ثورة سبتمبر 1962م، قمت أقلب في الدواوين الشعرية فوجدت هذه القصيدة للشاعر علي عبدالعزيز نصر، وسهرت ليلتها في تلحينها، وأذكر أنّي سجلتها مع أغنية (يا طير يا رمادي) في المبرز الذي كان يملكه الصديق العزيز محمد عثمان ناصر في الشيخ عثمان، وكان التسجيل على مسجل عادي، والمردّدون (الكورس) في الأغنيتين الأصدقاء الذين لا دخل لهم في الغناء، وقمنا بإرسال الشريط على الفور إلى إذاعة صنعاء".

تقول كلمات القصيدة:

أنا الشّعبُ زلزلة ٌعاتية

ستُخمِد نيرانَهمْ غضبتي

ستُخرِس أصواتَهمْ صيحتي

أنا الشَّعبُ عاصفةٌ طاغية

***

أنا الشّعبُ قضاءُ اللهِ في أرضي.. أنا الشعب

على قبضةِ إصراري

سيفنى كلُّ جبّارِ

ولن يُقهرَ تياري 

أنا النّصرُ لأحراري، غداة الحشرِ في أرضي.. أنا الشعب

***

أنا الماضي، تيقظت أرى مصرع آلامي

أنا الحاضر، أحلامي على مفرق أيامي

أنا المستقبل الزَّاحف في أرضي.. أنا الشعب(1)

                  * * *

عن الشاعر

علي عبدالعزيز نصر، وُلد عام 1925، تلقّى تعليمه بالحديدة، وواصل دراسته بصنعاء. عُيّن مديرًا لمدرسة المنيرة بقضاء الزيدية، لكنه في العام 1943 فرّ وزميله إبراهيم فقيرة مع أبكر يوسف بيرو إلى السعودية عقب الاعتقالات السياسية، وحينما عاد في عام 1945، عيّن مدرِّسًا بمدرسة السيفية بمدينة الحديدة.

بعد فشل ثورة 1948 الدستورية، غادر لاجئًا إلى مدينة عدن حيث درَّس في عدن وأبين، وشارك في تحرير مواد لجرائد "الفجر" و"الزمان" و"الشعب"، ونشر شعره ومقالاته بجرائد "فتاة الجزيرة" و"اليقظة" و"القلم العدني" و"الكفاح" و"البعث" و"الفضول" و"صوت الجنوب". 

شارك في تأسيس الاتحاد اليمني في 1952، والجبهة الوطنية المتحدة في 1955، وحزب الشورى واتحاد القوى الشعبية وحزب الشعب الاشتراكي.

تولى بعد الثورة مدير التعليم الثانوي بوزارة التعليم، ثم أصبح عضوًا في مكتب رئيس الجمهورية للقسم السياسي والجنوب اليمني المحتل، ثم مديرًا لمؤسسة القطن في مدينة الحديدة، كما تقلّد عدة مناصب أخرى منها رئاسة البلدية، والأمانة العامة لهيئة التعاون الأهلي بمحافظة الحديدة، ثم أصبح رئيسًا لها، وفي نهاية السبعينيات عاد إلى العمل التعليمي فأنشأ مدرسة نموذجية في مدينة الحديدة "مدرسة الفتح" وعمل فيها حتى وفاته.

انتخب نائبًا عن الحديدة في مجلس الشورى 1971، ثم في مجلس الشعب.

صدر له: ديوان "كفاح شعب"، وديوان "أنا الشعب"، وكتيب "الإسلام ثورة وتشريع"، وديوان "شذرات من أدب المسيرة"، وديوان "أحلام المسيرة".

تُوفِّي في مدينة الحديدة في يوم الإثنين 21/ 12/ 1999م(3).

عن الفنّان

عمل الفنان الراحل محمد مرشد ناجي لأكثر من ستة عقود، على التأصيل للفن اليمنيّ بكل ألوانه، وغنّى لمعظم شعرائه الروّاد، لهذا عرفته اليمن بسهولها وجبالها ومدنها وقراها، غنَّى للإنسان والأرض والثورة والعشاق، أطرب وأرقص ونوَّر وثوّر. 

لم يكتفِ بالتلحين والغناء، بل نظر للفنّ وألوانه، وهو الذي حُرم من منحة لدراسة الموسيقى لأسباب سياسية اتصلت بمواقفه الوطنية المناهضة للاستعمار، والتي توّجها بانخراطه في الجبهة الوطنية المتحدة التي قادت تظاهرات ضدّ السياسات التمييزية للمستعمر ضد أبناء اليمن عمومًا، المظاهرات التي عرفت في الأدبيات السياسية بمظاهرات إسقاط انتخابات المجلس التشريعي أواسط خمسينيات القرن الماضي.

الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين، أصدر في العام 1959 كتابًا هو الأول من نوعه في مجال التنظير الموسيقيّ في ذلك الوقت، أسماه "أغانينا الشعبية"، وقال فيه:

"عندما كتبت (أغانينا الشعبية)، لم يكن الهدف من الكتابة تناول قضايا فنية بحتة حول الأغنية الشعبية في اليمن، والقصور في هذا الجانب واضح كلّ الوضوح، وكان القصد والمراد هو خدمة أهداف الجبهة الوطنية المتحدة 1955م، والتي كان لي شرف الانتماء إليها متأخرًا كعضو في هيئتها التنفيذية العليا".

وهو في الحادية والعشرين من عمره، لحّن وغنّى قصيدة "هي وقفة" للشاعر محمد سعيد جرادة، والتي لم تبلَ حتى اليوم بعد أكثر من سبعين سنة على ظهورها الأول المدهش.

غنّى لتهامة رائعة الشاعر العنسي: "شابوك أنا وامْرِفَاق بكرة، أرض امْجَبل ما نبا امْسَاحل"، وغنّى من حضرموت رائعة المحضار: "دار الفلك دار" حينما سكب فيها من روحه اللحني البديع، ولصنعاء غنّى مُجِّددًا رائعة القاضي عبدالرحمن بن يحيى الآنسي المشهورة: "عن ساكني صنعاء حديثك هات وا فوج النسيم".

غنَّى من اللون اليافعي قصيدة "يحيى عمر قال يا طرفي لمَه تسهر"، وغنّى من اللون البدوي قصيدة أحمد الجابري "على امسيري على امسيري أَلَا بسم الله الرحمن".

هو أحد الملهمين الكبار للون الغنائي التعزي بخصوصيه الحجرية حين غنّى باكرًا للدكتور سعيد الشيباني "يا نجم يا سامر"، ثم لأحمد الجابري "أخضر جهيش مليان"، وعبدالله سلام ناجي "قطفت لك كاذي الصباح بكمّه"، وسلطان الصريمي قصيدة السياسية "نشوان".

وغنّى باللون اللحجي الكثير، ومنها رائعتَا الشاعر عبدالله هادي سبيت: "يا بن الناس حبيتك"، و"لا وَين أنا لا وَين".

وهو أولًا وقبل كل شيء أحد مجدِّدي اللون الغنائي العدني، حين غنّى الكثير من قصائد لطفي جعفر أمان والجرادة وغيرهما. إنه باختصار المرشدي الصوت الذي تقطَّرت اليمن في ألحانه وغنائه، ولهذا سيبقى صوتًا صدّاحًا خالدًا(4).

--------------------------

 (1) محمد مرشد ناجي، أغنيات وحكايات، مكتبة الجيل، جدة، 2001، ص149.

(2) المصدر نفسه، ص148.

(3) ينظر: https://almontasaf.net/news53206.html 

(4) ينظر:https://www.khuyut.com/blog/yanjm-ya-samer

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English