النحت على أقلام الرصاص

يطمح دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية
خالد عبدالواحد
March 17, 2022

النحت على أقلام الرصاص

يطمح دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية
خالد عبدالواحد
March 17, 2022

لم يتخلَّ عن رغبته وهوايته، بل استمر في ممارستها رغم الانتقادات الكثيرة الموجهة إليه، فالفنّ الذي يقوم به يعد غريبًا على الكثير من اليمنيين، فضلًا عن سلطات وظروف صعبة يمرّ بها اليمن لا تشجع الفنّ والفنانين.

الشاب اليمني محمد عبدالوهاب مسعود، في السادسة والعشرين من عمره، برع في النحت الدقيق على رؤوس أقلام الرصاص. أربع سنوات هي عمر فنّه، الذي يعتبر قصيرًا، لكنه استطاع أن يخطف الأضواء من خلال منحوتاته الصغيرة والمتحركة بأشكاله المختلفة. 

يقول محمد، الذي يدرس بكلية طب الأسنان بجامعة صنعاء لـ"خيوط": "إن الفكرة عبارة عن تجسيد للأشياء المهملة التي لا نلقي لها بالًا والبسيطة والصغيرة جدًّا، إلى أشياء ذات قيمة وملفتة للنظر وتحف فنية، تجذب الناس إليها". ورغم صعوبة النحت على أقلام الرصاص، إذ يعد عملًا دقيقًا جدًّا، ويتم بآلات متناهية في الصغر، فضلًا عن كون عملية النحت تتم تحت المجهر. 

تشكيل المنحوتات

ما بين مجسمات صغيرة متحركة وأخرى ساكنة، خصص أغلب منحوتاته في التراث اليمني، أهمّها القطار المتحرك وطاحون هوائي ومدرهة (أرجوحة) متحركة، وباب اليمن المشهور في مدينة صنعاء القديمة، والجنبية اليمنية، بالإضافة إلى العديد من المنحوتات الثابتة، منها فايروس كورونا، وشعار الثورة، وغير ذلك من المنحوتات.

 يواصل الشاب محمد مسعود مسيرته وكفاحه في فنّ النحت، ويطمح أن يدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بمنحوتاته التي تعد الأصغر في العالم.

يقضي محمد ساعات طويلة بعد إكمال دراسته، في غرفته، لممارسة عملية النحت، وعلى الرغم من تعرض أقلام الرصاص أثناء تشكيل بعض المنحوتات للتلف، يعيد العمل مستخدمًا أقلامًا أخرى، فالمهم أن يتمكن من تحقيق النجاح، حتى لو فشل مرات عدة، فالمحاولة هنا هي سيدة الموقف.

الصبر وعلوّ الهمة، هنا سلاحه في هذا، إذ تستغرق بعض منحوتاته فترة طويلة لإنجازها، تصل من شهر إلى ستة أشهر. يضيف محمد لـ"خيوط"، أن المنحوتة الواحدة إذا كانت ثابتة تأخذ من خمس إلى ست ساعات، لكن هذا النوع من المنحوتات تكون معقدة جدًّا وفيها تفاصيل كثيرة، لذلك "بعض الأعمال تأخذ فترة تصل إلى شهر وبعضها إلى ستة أشهر". 

طموح

يواصل الشاب محمد عبدالوهاب مسيرته وكفاحه في فن النحت، ويطمح أن يدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بمنحوتاته التي تعد الأصغر في العالم. 

وعن الصعوبات يقول محمد: "كأي فنان في العالم، عدم توفر الإمكانات اللازمة لعرض الفنّ، وأيضًا هناك صعوبات في فن النحت نفسه، عندما تنكسر عليك المنحوتة وتعيدها أكثر من مرة". 

يتابع حديثه: "نصيحتي، وإن كانت في غير مقام الناصح، أن كل شخص يجب عليه أن يتبع شغفه، ولكي تعرف شغفك -من خلال تجربتي الشخصية- فإن معرفة الشغف تكون عن طريق شيئين؛ الأول الإحساس الداخلي، بكونك قادرًا على تحقيق شيء معين، ثانيًا التجربة؛ جرّب، جرّب في كل شيء، وسوف تكتشف إحساسك". 

•••
خالد عبدالواحد

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English