تفاقم مأساة مرضى السرطان في اليمن

ملتقى الرعاية الاجتماعية يدعو للالتفات لهذه الشريحة التي تعاني
وفاء سليم
February 4, 2022

تفاقم مأساة مرضى السرطان في اليمن

ملتقى الرعاية الاجتماعية يدعو للالتفات لهذه الشريحة التي تعاني
وفاء سليم
February 4, 2022

ساهمت كثير من العوامل والأزمات في ارتفاع حالات الإصابة بمرض السرطان في اليمن، خلال السنوات الماضية التي تعيش فيها البلاد على وقع حرب وصراع طاحن، تسبب في تدهور معيشة اليمنيين وانهيار القطاع الصحي.

وبشكل عام في اليمن، لا يزال النظام الصحي دون المستوى المطلوب، وقد تعرض لصدمات قوية بالتوازي مع ضغوط الطلب على المرافق الصحية. بالمقابل، تبرز أدوار أخرى يتطلب تفعيلها في هذه الظروف الراهنة كخدمات الرعاية الاجتماعية للمرضى المصابين بأمراض مستعصية كمرضى السرطان.

في هذا الخصوص، نظّمت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالشراكة مع المستشفى السعودي الألماني بالعاصمة اليمنية صنعاء، خلال الفترة من 1 فبراير/ شباط، إلى 3 فبراير/ شباط، ملتقى الرعاية الاجتماعية لمرضى السرطان تحت شعار # يستحقون. كغيرهم.

هدف ملتقى الرعاية الاجتماعية لمرضى السرطان 2022، الذي عُقد بمشاركة عدد كبير من الأطباء، ورجال الأعمال، وممثلي منظمات المجتمع المدني والمحلي، وسيدات المجتمع، ومجموعة من الباحثين والمختصين في مجال الأورام السرطانية- إلى توفير الاحتياجات الاجتماعية لمرضى السرطان، في عدة مجالات وبرامج؛ منها الأمن الغذائي، والمأوى، والتعليم، والتأهيل، والدعم النفسي، والأعضاء التعويضية، والتمكين الاقتصادي.

وتخلل الملتقى عدة فعاليات، أكّد المشاركون فيها على أهمية دعم مرضى السرطان والمؤسسات التي ترعاهم، مثل المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، لتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية الموكلة بها.

أكّد المشاركون في ملتقى الرعاية الاجتماعية على أهمية مخرجات ملتقى الرعاية الاجتماعية التي أقامتها المؤسسة لعام 2022، ضمن فعالياتِ إِحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان، وضرورة انعكاس التوصيات على أرض الواقع أثناء العمل الإنساني

وأطلق المشاركون نداءً إنسانيًّا للالتفات إلى معاناة ومأساة مرضى السرطان في اليمن، وإيجاد منظومة عمل فاعلة تستند إلى تكاتف مجتمعي لدعم ومساندة المؤسسات الوطنية التي تقوم برعاية هذه الشريحة التي تقاسي الأمرّين في ظل الوضع الراهن والتهاوي المتواصل للقطاع الصحي في البلاد.

نداء إنساني

تأتي مثل هذه الفعاليات، مثل ملتقى الرعاية الاجتماعية بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لمرضى السرطان حول العالم، الذي يصادف 4 فبراير/ شباط، من كل عام.

وفي الوقت الذي تزداد فيه أوضاع المعيشة على الأرض في اليمن تدهورًا يومًا بعد يوم، ويتزايد معها عدد المحتاجين إلى الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، تؤكّد منظمات أممية تنامي انتشار السرطان في اليمن، في الوقت الذي يصارع فيه النظام الصحي للبقاء على قيد الحياة، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك 30 ألف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام.

ويعتبر الكبوس، رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة صنعاء، أن هذا الكم الهائل من المرضى مأساةٌ ينبغي أن تُعطى حقها من الرعاية والاهتمام من قبل كل الخيرين حول العالم، وبمثابة نداء إنساني يأمل أن يصل لكل القلوب البيضاء حول العالم، أصحاب الضمائر الحية، للوقوف إلى جانب مرضى السرطان وعدم التخلي عنهم.

يؤكّد الكبوس على وجوب مناصرة مرضى السرطان، خاصة في ظل الوضع الراهن والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن حاليًّا، والتي جعلت من مرضى السرطان فريسة سهلة للموت.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الإصابة بالسرطان في العالم قد ترتفع بنسبة 60% على مدار العشرين عامًا القادمة، ما لم يتم تعزيز العناية بالسرطان في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

بحسب وكالة الصحة الأممية، فإن أقل من 15% من هذه الدول تقدم خدمات شاملة لعلاج السرطان، من خلال أنظمتها الصحية العامة، مقارنة بأكثر من 90% من نظرائها الأكثر ثراء.

أمنيات وأحلام

تتصدر المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان العملَ التطوعي المجتمعي ورعاية المصابين منذ تأسيسها 2003، واستطاعت أن تُنشئ العديد من الوحدات الطبية  للكشف المبكر والمراكز الطبية في شتى المحافظات اليمنية ودور الإيواء، وعلى الرغم من تردي الوضع في اليمن إلا أنها استمرت في تقديم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية.

وتشدد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في صنعاء على حجم المعاناة التي يواجهها مرضى السرطان والجهات الداعمة لهم، إذ تعتبر قضيتهم قضية وطنية لا بد من أن تتضمن حلولًا تشاركية في كل المجالات الصحية والاجتماعية.

كما أكّد المشاركون في ملتقى الرعاية الاجتماعية على أهمية مخرجات ملتقى الرعاية الاجتماعية التي أقامتها المؤسسة لعام 2022، ضمن فعالياتِ إحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان، وضرورة انعكاس التوصيات على أرض الواقع أثناء العمل الإنساني في المشاريع النوعية لشريحة مرضى السرطان، وإفراد مشاريع تخص هذه الشريحة التي تعاني صحيًّا واجتماعيًّا من أجل التخفيف عنهم.

وتخلل الحفل الختامي للملتقى العديد من الفقرات المتنوعة، والتي تحمل في طياتها الكثير من الأمل الممزوج بالحزن والمختلط بدموع التحدي والعجز معًا.

فمن أمنيات وأحلام الطفل إسلام ياسر، والذي أصيب بسرطان الدم، كانت البداية لمشوار مليء بالإصرار على الحياة والاستمرار رغم كل الصعاب، ومن قصة المكلومة أم يحيى، والتي تأثر جميع الحضور بمأساتها لفقدانها أربعة من فلذات كبدها بمرض السرطان، لم تكن النهاية؛ فما زال الأمل يداعب صغيرَي أم يحيى اللذَينِ لم يستسلما للموت ولا يزالان يغردان في سرب الحياة، بفضل أهل الرحمة وأصحاب الأيادي البيضاء الذين مدّوا لهم يد العون للاستمرار في مكافحة السرطان والقضاء عليه.


•••
وفاء سليم

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English