نساء عدن: تنوير وتحرير

ما يمكن التذكير به من كفاح اليمنيات!
عبدالودود سيف
March 8, 2023

نساء عدن: تنوير وتحرير

ما يمكن التذكير به من كفاح اليمنيات!
عبدالودود سيف
March 8, 2023

عيدالمرأة العالمي

أيقونة أكتوبر التوثيقية

ملخص

تحوي هذه القراءة ثلاثة أقسام:

قسم عام ويشمل التعريف بالكتاب (نساء عدن: تنوير وتحرير) وفق التالي :

وصف الكتاب: وتحوي النسخة التي اعتمد قراءتها 240 صفحة ؛ من القطع الكبيرة نسبيا وهو تأليف الاستاذة (سعاد عقلان العلس) ويبدو أن تأليفه قد استغرق سنوات عديدة، اعتمدت المؤلفة على جمع مادته وتوثيقها بشكل فردي تقريبا عدا اللجوء الى بعض المراجع التاريخية المحددة.  ورغم الفراغ النهائي من تأليفه، واستكمال مادّته التوثيقية؛ وهي مادة توثيقية حافلة بالمعلومات التاريخية التي تكاد تبدو طرية طازجة، ومشحونة بعشرات الأسماء التي تبدو، أيضًا، تجسيدًا لشخوص نسائية استثنائية قمن بدور التنوير ابتداءً منذ مطالع ثلاثينيات القرن العشرين، وامتداد اتجاههن التحرري، لاحقًا، بأشكال متفاوتة تعمق بتحرك سياسي، في بادئ الأمر، وتمظهر في منتصف ستينيات القرن الماضي بالنشاط السياسي الذي عبر عن نفسه بالمشاركة العملية في ثورة أكتوبر 1967م، بإعانات الثوار بالعون المادي، وفقًا لما ستجلوه هذه القراءة.

أن أصف الجهد بالتوثيق الفردي، فهذا يكثّر في أنظارنا حقيقة هذا الجهد، بل ويؤسطره فعليًّا، بالمعنى التامّ للأسطرة، وليس هذا تبركًا بالقيمة الروحية لهذا الإنجاز التوثيقي الذي وصفته أريحيًّا بالأيقونة الأوكتوبرية، حيث يتداخل بالأيقونة المعنى الإنساني والإلهي، ولكن لأشير من ذلك إلى تجذّر القلة والعدم معًا في شأننا الثقافي والتاريخي.

المولفة والكتاب :

المؤلفة : وفقًا لما جاء في غلاف الكتاب الخلفي، فالمؤلفة: "سعاد عقلان العلس".

من مواليد عدن – الشيخ عثمان، أكملت الدراسة الجامعية في عدن – كلية التربية، حاصلة على دبلوم تربية من دِرِسدن ألمانيا الشرقية سابقًا.

عملت في سلك التدريس في عدن. هاجرت إلى ألمانيا بعد حرب 7 يوليو 1994م.

وتلخص فكرتها في خوض غمار التوثيق للتنوير والتحرير لنساء عدن، هكذا:

"ارتأيت –رغم وعورة الفكرة– أن أركب الصعب وأطلق سهمًا أحدّ من هذا الزمن، يثقب جدار الصمت الأصم الذي ران على دور المرأة في الثورة، علّ مزلاج باب صدئ يفتح لي، لألج هذا العالم المذهل الذي كانت فيه المرأة في عمق مرجل جمر الثورة تحمل ثقل ماضٍ كلما ذكرناه ليشرق فينا، أظلمَ الحاضر أكثر".

هذا الحدّ الأعلى الذي عرفت فيه المؤلفة نفسها.

لكن المسكوت عنه في التعريف بها، فسأرصده أنا بفضالة معرفتي الوثيقة بها، من خلال متابعتي لكتاباتها.

من المعروف عنها، كما يعرف ذلك عامة معاريفها وكل قرائها، أنّها صوت شعري مسموع، وتحتل –في تصوري كقارئ ومتابع لشعرها– مكانًا مميزًا في صوتنا الشعري النسائي. وتنسحب صفتها الشعرية على جل كتاباتها.

والشعرية في أبسط تجلياتنا، في كتاباتها –كما أتابعها– نبرة حادّة في تعبيراتها تستغرق كامل نفَسها وعمق امتداده. ولون شعرها مصبوغ بنزوع التجديد وهي تمتح في عموم كتاباتها من عمق ثقافي مؤصل بجدارة.

وكثيرًا ما يحدوني شعور تميزها إلى بحث خصوصيتها الشعرية بجدية أكثر.

هذا التوصيف الشعري والثقافي معزّز بانتماء عميق للثورة والإنسان، ويُعكس بوضوح في وجدانها المتجلي في نزوعها التوثيقي.

ويحزّ في نفس القارئ لخيبتها الوطنية ما تعانيه في ذكريات نزوحها من أرض الوطن، بعد الحرب الطائشة عام 1994م، وما عانته جراء ذلك من تشرّد هي وأطفالها، جراء البحث عن ملجأ. (بوسع القارئ إذا تيسر له قراءة الكتاب، فتح عينيه على الإهداء المبكي).

الكتاب: 

يحتوي الكتاب على العناوين التالية:

مقدمة: بقلم الأكاديمي والمفكر العراقي د.عبدالحسين شعبان، على امتداد ص(5-12). 

تحتل مقدمة الكتاب الصفحات الواقعة بين5 وببن12

وهي لاستاذ القانون  الدكتور حسين شعبان. واستعرضتها في القسم الاول بشيء من التفصيل.ويمكن وصفها بانها جيدة عامة.

ولكن بوسعي اكرر بعض ما قلته سابقا عنها من ثلاث زوايا:

الاولى انها محصورة في جملة من القضايا القانونية المتصلة بالانجازات  والقوانين التي حققتها حكومة الثورة على مستوى قطاع المرأة، وغابت عن المقدمة التطرق الى العنصر التوثيقي والتاريخي اللذين يشكلان مضمون الكتاب الفعلي. وطبعا هذان العنصران يتصلان بالباحث التاريخي والمشتغل بالتاريخ.ولا يتسع له اهتمام القانوني

وقد استعرضتها في القسم الاول بشيئ من التفصيل في بداية مقدمته واحدة واحدة ولما فرغ من ذكر مزايا المؤلفة، قام باستعراض محتويات الكتاب واقسامه.والمفترض ان المزايا استخلاصات لقراءة المضامين وليس حملا لها.

والنقطة الاخيرة تدخل في عداد السهو...حيث اجمل عددا من مزايا الكاتبة وفي تفصيلها اهمل ذكر احداها(راجع المقدمة).

تعريف تاريخي وجغرافي لمدينة عدن، ص(13-15).

ج-  منهجية البحث، ص(16-20).

د-  نساء عدن: تنوير وتحرير، ص(21-229).

هـ-  قوائم بأسماء المناضلات في تنظيم الجبهة القومية. وتتوزع مستوياتها التنظيمية هكذا: شعبة/ خلية/ رابطة/ خلية قيادية/ خلية/ حلقة. وهو فهرس بأسماء المناضلات في عدن، ولحج، وأبين.

و-  قائمة بأسماء مناضلات جبهة التحرير (94)

وتشمل قوائم أسماء الجبهة القومية 260 عضوًا. وقوائم أسماء جبهة التحرير 94 عضوًا. والمجموع الكلي للأسماء التي جرى توثيقها 354 عضوًا.

ايقونة اكتوبر التوثيقية :

خارج ما عرضنا له انفاً , فالمضمون الفعلي للكتاب ستة فصول :

الفصل الأول مرهصات الحركة الوطنية والتحررية 

وهي الفترة الأولى التي أصيب فيها أبناء عدن بالخيبة بسبب تهميش الحكم البريطاني لأبناء عدن وتمكين الأجانب من رعايا بريطانيا فنشأت حركات تطالب بحقهم 

في التعليم والتوظيف والانتخابات 

وكانت للمرأة أدوارا جادة في هذا المضمار كالمطالبة بإنشاء مدارس لتعليم البنات التي رفعتها السيدة نور حيدر سعيد وأنشأت بجهدها  نواة لمدرسة وكان ذلك الأمر  متدرجا بدأ بمعلامة في عام 1925 واقتصر على تعليم  القرآن الكريم واللغة العربية وصولا إلى استجابة حكومة الاحتلال بانشاء مدرسة ابتدائية في الشيخ عثمان 1941م  تحمل اسمها اليوم وبدخول المرأة التعليم زادت فرصة مطالبتها بالعمل والاشتغال بالصحافة 

كما لعب إنشاء الجمعيات الاجتماعية التي بدأت منذ العام 1943 م دورا في اكتساب المرأة مهارات العمل الجمعوي والخيري وتعددت الجمعيات كجمعية المرأة العدنية التي   انشأتها السيدة رقية ناصر زوجة المحامي التنويري محمد علي لقمان 

وجمعية المرأة العربية التي تزعمتها المناضلة رضية إحسان وجعلت رضية من هذه الجمعية بؤرة للعمل الوطني تحت غطاء العمل الاجتماعي ومن هذه الجمعية انطلقت المرأة العدنية لحضور مؤتمرات عربية وإقليمية 

الفصل الثاني 

بدء الحركات الوطنية في الظهور الميداني 

كان إضراب طالبات كلية البنات بخورمكسر 20 فبراير 1962 أول حركة رفض ميداني لوّحت به المرأة في وجه الاحتلال البريطاني رفضا لسياسة الكلية المتعمقة في العنصرية و إقصاء  الطالبة العدنية وتفضيل رعايا الاحتلال واختلاف المناهج بين الطلبة والطالبات وحرمان الطالبة العدنية من مواصلة الدراسة الجامعية 

ثم تواصلت سياسات الرفض وكانت المسيرة الميدانية الرافضة لتشكيل الاتحاد  

الفيدرالي في 24 سبتمبر 1962م

تعرضت المرأة للاعتقال في الحدثين 

الفصل الثالث 

بدء تشكيل الأحزاب السياسية 

كانت فترة الستينات تتأجج بالثورة في العالم العربي وظهور المدّ القومي بزعامة الرئيس جمال عبدالناصر  وتأسيس المؤتمر العام للنقابات ثم ثورة سبتمبر 1962م وثورة الجزائر  وأيقونتها النسائية جميلة بو حيرد التي أصبحت حلم كل امرأة عربية .

ثم اعتصامات المرأة في المساجد للضغط على حكومة الاحتلال بالإفراج عن المعتقلين كل هذه الأدوار منذ الأربعينات وحتى الستينات قد كشفت عن استعداد وطني فطري تمتعت به المرأة العدنية الأمر الذي مكنّها من الانخراط في الكفاح المسلح والانضمام إلى التنظيمات الثورية والعمل الميداني بكل خطورته 

الفصل الرابع 

رائدات التنوير 

نور حيدر سعيد مشعل النور وأول سيدة أسست مدرسة لتعليم البنت ناضلت طويلا حتى حصلت على موافقة الأهالي لانخراط بناتهن في صفوف التعليم ثم واصلت سقف المطالبة بحق البنات التعلّم بطريقة منهجية ومدرسة كتلك التي بُنيت للبنين ومنهج  وتحقق ذلك في سنة 1941م  حيث وافقت الإدارة على بناء مدرسة في مدينة الشيخ عثمان وفق منهج دراسي يشمل اللغة العربية والتربية الدينية والحساب الرياضيات 

نالت نور حيدر سعيد التكريم على يد الحكومة البريطانية في عدن ولندن وذلك بمنحها شهادة التكريم الأولى في عام 1947م صادرة عن الملك جورج السادس

ثم منحت عضوية البرلمان البريطاني ووقفت هذه المرأة مع رجالات عدن كأول امرأة   نالت ذلك الشرف ولقبتها بريطانيا برائدة تعليم البنات .

رقية ناصر زوجة المحامي محمد علي لقمان ومؤسسة جمعية المرأة العدنية 

كان لها الفضل في افتتاح أول روضة اطفال 

ساعدها زوجها المحامي محمد علي لقمان وأهلها للعمل الجمعوي وكان يعدها لتكون في صورة القائدة النسائية اللائقة 

سخرت جمعيتها لتغطية اخبار التظاهرات والاعتصامات التي كانت تموج بها البلاد

ماهية نجيب 

صحافية واعلامية 

امرأة من خارج حدود الدهشة 

من الأمية إلى تعلم القراءة والكتابة ذاتيا وتعلم اللغة الإنجليزية والكتابة في الصحف وتغطية الأخبار الصحفية لصالح جمعية المرأة العدنية التي كانت ترأسها خالتها رقية ناصر ثم توسع الحلم لتصبح صاحبة أول مجلة نسائية فتاة شمسان وسط عاصفة من الاعتراضات / مثّلت المرأة في العديد من المحافل الدولية كالمؤتمر الاول لنساء افريقيا  وآسيا في القاهرة1961م كما مثلت  المرأة العدنية في لندن 1961م ضمن وفد إعلامي من مختلف البلدان الافريقية الواقعة تحت الاحتلال البريطاني وفي المؤتمر النسائي العربي في لبنان .1962م

تفرغت ماهية للمطالبة بحق المرأة العدنية في الانتخابات تصويتا وترشيحا وحملت هذه القضية في عام 1961م لتثيرها أمام ريجنالد سورسن احد زعماء حزب العمال البريطاني 

زينب ديرية خيري 

من رائدات العمل الاجتماعي اعتبرت من المؤسسين لجمعية الهلال والصليب الأحمر  عملت في المجالات التربوية والاجتماعية والخيرية افتتحت اول روضة اطفال بعد   

الاستقلال

الفصل الخامس 

القيادات النسائية في الحركة الوطنية والتحررية 

رضية احسان الله 

متمرسة في العمل الوطني منذ التحاقها بجمعية سيدات عدن كانت من ابرز المعارضات لسياسة الادارة البريطانية في الجمعية فحرضت النساء على الانسحاب وتشكيل جمعية خاصة بنساء عدنيات ادارة وعضوات 

من اوائل النساء الملتحقات بالاحزاب السياسية 

هاجمت في الصحف الخطاب الذكوري والخطاب الديني وابرزت قضية خلع الحجاب    باعتباره عائق يحول دون توسيع مشاركة المرأة في القضايا الوطنية والاجتماعية .

تعرضت للاعتقال عدة مرات بسبب مواقفها السياسية 

صافيناز خليفة 

رافقت رضية إحسان في العديد من المشاركات من اهمها الزحف الشعبي صوب المجلس التشريعي لمنع توقيع ضم عدن للاتحاد 

تعرضت للسجن لمدة شهرين فور خروجها للمسيرة وضربها لضابط من جنود الاحتلال 

قادت مسيرة خلع الحجاب وكانت ترافق زوجها عادل خليفة في توزيع المنشورات 

الفصل السادس مناضلات حرب التحرير 

اشتمل هذا القسم على مناضلات الصف الأول من قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير  ومناضلات الصف الثاني من الجبهة القومية وزوجات وأهالي المناضلين 

ومناضلات لحج وأبين 

اشتمل هذا الباب على قائمة أسماء عضوات  حسب التشكيل الهيكلي للتنظيمات            

خاتمة:

بمقابل الدور الذي تعرض له الدكتور عبد الحسين شعبان في مقدمته عن المزايا التي منحتها ثورة ١٤ اكتوبر في اليمن الجنوبية للمرأة في تشريعاتها القانونية، كان ينبغي ايضا للمؤرخ ان يقول كلمته التاريخية في الدور البطولي الخارق الذي قامت به المرأة الجنوبية في الدور النضالي السري والعلني للاعداد للثورة. والذي شكل عطاءا ملحميا يعجز الوصف الخيالي عن تصوره.

ولدى اطلاعي لأول مرة على هذه الأوليات والدور المتفاني الذي قمن به النسوة العدنبات وفق اختلاف مراتبهن التنظيمية في الأعداد للثورة تداخل الواقع والاسطورة والخيال في ظني. وظننت انني اسمع متلوات تتجاوز واقعنا اليمني الذي لم يشهد في مراحل تاريخه مثل هذا العطاء.ولم استغرب لان ذلك كان تربية الثورة واحدى منجزاتها التنظيمية الخالقة.

وانا استعيد خلاصة هذا التدوين اجد ان هذه احدى مزايا هذا الجهد التوثيقي الذي اسميته ايقونة اكتوبر التوثيقية.

من موقع دوري الوظيفي ؛ كباحث في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية , اجد ان هذا الجهد نوعي ومتفرد ومميز. ليس فقط في موضوعه الذي عرض لدور المرأة المغفل في تاريخنا وادبيتنا اليمنية ولكن بما يمثله من جهد على مستوى النشاط الانساني؛ حيث لا ابالغ اذا قلت انه جهد خارق للمعتاد.. 

المعتاد على الاقل في حياتنا اليمنية الثقافية . تحية  واكباراً للأستاذة سعاد عقلان العلس .

•••
عبدالودود سيف

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English