انفجار جديد يهز عدن

المدينة التي تشهد سلسلة متراكمة من الأزمات
خيوط
October 31, 2021

انفجار جديد يهز عدن

المدينة التي تشهد سلسلة متراكمة من الأزمات
خيوط
October 31, 2021

هز انفجار عنيف مدينة عدن جنوب اليمن المتخذة عاصمة مؤقتة من قبل الحكومة المعترف بها دوليًا، قرب مدخل المطار الدولي، خلف عددًا من الضحايا ما بين قتيل وجريح.

وحسب مصادر أمنية ومحلية فإن الحادث ناتج عن انفجار شاحنة صغيرة محملة بالوقود قرب المدخل الخارجي للمطار الوحيد قيد التشغيل في اليمن منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد قبل سبع سنوات إلى جانب مطار سيئون في حضرموت.

وأفاد سكان في المناطق القريبة من المطار تحدثوا لـ"خيوط"، أنهم شعروا بالرعب والفزع من شدة الانفجار العنيف الذي أدى إلى تحطم نوافذ عدد من المنازل القريبة من مكان الانفجار.

وأكدت وكالات أنباء دولية أن الانفجار الذي وقع يوم السبت 30 أكتوبر/ تشرين الأول قرب مدخل المطار الدولي في عدن بجنوب اليمن، أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين.

بينما وصف رئيس الحكومة المعترف بها دوليًا معين عبدالملك الحادث بالتفجير الإرهابي، ووجه اللجنة الأمنية بمحافظة عدن، بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات هذا التفجير الإرهابي، وتعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كل من يستهدف أمن واستقرار العاصمة المؤقتة عدن.

ويعد هذا الانفجار الثالث في أقل من عام في عدن منذ تشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض والتي تم تشكيلها مناصفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، والثاني خلال هذا الشهر بعد انفجار سيارة ملغومة استهدفت موكبًا يقل محافظة عدن أحمد لملس أسفر عن مقتل أكثر من ستة أشخاص.

يؤكد مراقبون سياسيون أن مثل هذه الاختلالات الأمنية تزيد من تعقيدات المشهد السياسي المتأزم في عدن، وتضيف أعباءً ثقيلة أخرى على الحكومة المعترف بها دوليًا التي تواجه سلسلة من الأزمات المتراكمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وكانت عدن قد شهدت انفجارًا ضخمًا بداية العام الحالي استهدف مطار عدن الدولي أثناء عودة الحكومة الجديدة المعترف بها دوليًا عقب تشكيلها نهاية العام الماضي، قالت الحكومة فيما بعد إنه الانفجار ناتج عن صاروخ، واتهمت جماعة أنصار الله (الحوثيين) بإطلاقه واستهداف الحكومة أثناء وصولها إلى المطار لمزاولة عملها من عدن لأول مرة منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015.

تعقيد المشهد السياسي

وقال مراقبون سياسيون تحدثوا لـ"خيوط"، أن مثل هذه الانفجارات التي وقعت هذا العام في عدن لا تحدث إلا أثناء وجود الحكومة المعترف بها دوليًا والتي عادت قبل نحو أكثر من شهر بعد مغادرتها وعودتها إلى الرياض منتصف العام الحالي على إثر خلافات واسعة مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر فعليًا على مدينة عدن، والذي تتهمه الحكومة بعدم التزامه بتنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض.

وأكدوا أن مثل هذه الاختلالات الأمنية تزيد من تعقيدات المشهد السياسي المتأزم في عدن، وتضيف أعباءً ثقيلة أخرى على الحكومة المعترف بها دوليًا والتي تواجه سلسلة من الأزمات المتراكمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

ويأتي الانهيار المتواصل للعملة المحلية على رأس هذه الأزمات، في ظل ما تواجه الحكومة من صعوبة بالغة في السيطرة على التدهور والانخفاض المتسارع في سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار، والذي تجاوز منذ منتصف الشهر الحالي 1300 ريال للدولار الواحد.

أزمات متصاعدة

في ذات السياق، قال مواطنون لـ"خيوط"، إنه لم يعد باستطاعتهم تحمل المزيد من الأزمات خصوصاً الأمنية في ظل ما يقاسونه من معاناة شاقة في مواجهة أعباء الحياة المعيشية المتدهورة.

وتعيش عدن على وقع أزمات طاحنة في الكهرباء والماء ومشكلة رواتب الموظفين وهبوط العملة المحلية بشكل غير مسبوق واحتقانات سياسية وتوترات أمنية متواصلة.
وشهدت العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليًا، إلى جانب محافظات أخرى في جنوب اليمن مثل حضرموت وبشكل متقطع من فترة لأخرى كالمهرة وسقطرى، إضافة إلى احتجاجات غاضبة في تعز جنوب غرب البلاد أكثر من مرة آخرها في سبتمبر/ أيلول الماضي، احتجاجات واسعة ضد تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات العامة وانهيار العملة، مع تصاعد موجة السخط والغضب بشكل كبير، وهو ما أدى إلى إقدام المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يهيمن على عدن في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول من العام الحالي 2021، إلى الإعلان عن حالة الطوارئ في المدينة.
وتصاعدت هذه الاحتجاجات بمستويات متفاوتة للتنديد بالأزمات المعيشية والاقتصادية والخدمية المتردية بشكل كبير، والتي تم تدشينها مطلع العام الحالي بعد فترة وجيزة من عودة الحكومة الجديدة المشكلة مناصفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، مع تطور مسيرة احتجاجية في عدن إلى محاولة المتظاهرين اقتحام "قصر معاشيق" الذي كانت الحكومة المعترف دوليًّا تتخذه مقرًّا لها.
ونتيجة لذلك غادر رئيس وأعضاء الحكومة المعترف بها دوليًا باتجاه العاصمة السعودية الرياض في مارس/ آذار الماضي، مع بقاء وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، التي عاد إليها مجددًا رئيس الحكومة معين عبدالملك مرة أخرى مع بعض الوزراء في 28 سبتمبر/ أيلول، إذ ترافقت عودته قادمًا من حضرموت وشبوة وعلى وقع معارك شرسة تدور رحاها في المناطق الجنوبية لمحافظة مأرب وتصاعد وتيرتها بشكل كبير، إلى جانب توترات واحتقانات تشهدها محافظة شبوة عقب إعلان دولة الإمارات شريكة السعودية في التحالف إخلاء معسكر العَلَم بعد مفاوضات قادتها السعودية نتيجة قيام تشكيلات عسكرية تابعة للحكومة المعترف بها دوليًا بمحاصرة المعسكر، قبل أن تقتحمه أمس السبت 30 أكتوبر/ تشرين الأول بعد معارك عنيفة خاضتها مع قوات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English