(الحوثيون) ومختبر أفكارهم في الجامعة

لا خطيئة أكبر من حرمان الناس من رواتبهم
خيوط
August 14, 2023

(الحوثيون) ومختبر أفكارهم في الجامعة

لا خطيئة أكبر من حرمان الناس من رواتبهم
خيوط
August 14, 2023
الصورة ل: شهدي الصوفي - خيوط

كثر مؤخرًا الحديث عن العبث الذي تقوم به جماعة أنصارالله (الحوثيين) في جامعة صنعاء، إلى الحد الذي يجعل ثلة من الصبيان، يتحكمون بأكاديميّين جُلّ عمرهم بين الثقافة والعلم. في المرة الأولى، رأينا كيف حشر نادٍ للطلاب -تم استحداثه لأغراض أمنية- أنفه في كل شاردة وواردة، من صور الطلاب في نشرات التخرج إلى مقاسات ملابسهم، والآن تطال هذه الأيادي الغاشمة الأكاديميات والأكاديميين، في اعتقاد أنّ كل ذلك يجري في غفلة من الزمن.

إنّ خوف الناس هنا، وخشيتهم من جماعة الإسلام السياسي، مبررة، ولا تحتاج إلى ميكروسكوب لاستجلاء آثارها على الحياة العامة. ألا يستشعر أولئك الذين أقاموا جدار عزل بين طلاب وطالبات كليات جامعة صنعاء، الخزيَ، وهم يُعمِلون سوء نواياهم وأمراضهم في شأن الذين قدموا إلى قاعات العلم والمعرفة؟ 

في العام 2010، كانت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، يحتجّون على مسألة تسوية رواتب المتقاعدين، وعلى النادي الجامعي، والسكن، وأشياء أخرى، والآن يعملون دون رواتبهم، لكن هذا ليس كافيًا، هناك من يحاول أن يمعن في إذلالهم والحط من قيمتهم، ليتغول ويرسي قيمه المنحطة والتي لا تنتمي إلى هذا العصر.

نقولها صراحة، هناك استهداف للعلم لا شيء آخر، وإن ما يجري من ممارسات هو في الأول الأخير، يصب في هذا المعطى. إن التغييرات الأكاديمية التي تتم، تتخذ أحيانًا طابعًا يبدو قانونيًّا، لكن هنا القانون يصب لصالح الجهل والتعمية والانتقام من الذين لا يزالون يستطيعون قول كلمة: لا. مع التنويه، أننا هنا لسنا بصدد بناء مقارنات بين أساتذة نهلوا العلم من مناهله الصافية، وراكموا في مسيرتهم العلمية حتى نالوا ما يستحقون، وبين ما تجرّعهم إياه الجماعة وحراس معبدها.

سنوات، كادت فيها جامعة صنعاء، أن تكون الرائدة بين الجامعات العربية، والآن لا نكاد نتعرف عليها. هل بالفعل هذا الصرح، هو نفسه الذي مرّ عليه عشرات التنويريين العرب من اليمن ومصر والعراق والسودان ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين وأسماء كثر لا أحد يستطيع حصرهم، فلم تكن مهمة هذا الصرح إلا الارتقاء بحال البلد، لا فقّاسة للولاء ولجني الأموال.

على جماعة أنصارالله، التوقف عن النظر إلى الحرم الجامعي كمختبر لإعمال أفكارها، أو بؤرة فساد أخلاقي، إذ إنّ علم نفس الأعماق يضع سوء النية في الذين يفترضونها في طلابنا وطالباتنا. لا خطيئة أكبر من منع أستاذ جامعي من مصدر رزقه، أو قَصْر طالبٍ أو طالبة عن الالتحاق بالتعليم بسبب الكلفة، أو فقط لأنه لم يستطع مجاراة القدرة الفذة والمتمرسة على الجباية. لا سوء أخلاق أكبر من أن تقود مجموعة من الأساتذة الذين قضوا كل أعمارهم بين المعرفة، إلى دورات ثقافية، يتم فيها تلقينهم أبجديات العمل الطائفي والفئوي.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English