دوري كرة قدم بـ(العدين)

بطولة شعبية تحمل إسمَ إيقاعيٍّ مُهمّش
محمد زياد
July 20, 2023

دوري كرة قدم بـ(العدين)

بطولة شعبية تحمل إسمَ إيقاعيٍّ مُهمّش
محمد زياد
July 20, 2023
الصورة لـ:جهاد الحميدي - خيوط

بدعمٍ مجتمعيّ للنشاط الرياضيّ في المنطقة، تشهد مديرية العدين حراكًا رياضيًّا وتنافسًا شديدًا بين شبابها، للظفر ببطولة الدوري الرياضي القائم هناك، في نسخته الثانية لعام 2023.

ضابط البداية

تشكّلت هذه البطولة الرياضية من شعور الشباب بواجبهم وبمسؤوليتهم تجاه مجتمعهم لترسيخ القيم الإنسانية والمجتمعية من بوابة الرياضة، ومن روح كرة القدم كانت البداية. سميت بطولة الدوري الرياضي هذه باسم المرحوم (مرشد الغيلي)، وهو شخصية مهمشة من أبناء المنطقة، مشهود له بالخير والمحبة والطيبة، ولقّبوه بضابط الإيقاع، نظير ما يقدمه من خدمة الإيقاع في أفراح الناس ومناسباتهم، وبحسب تأكيد ناصر المجيدي –داعم للبطولة وأحد منظميها- أن "سبب تسمية بطولة الدوري الرياضي نابعٌ من تقدير أبناء العدين لهذه الشخصية التي خدمت الجميع، وتعزيزًا لقيمة المساواة بين الناس، فالناس جميعهم سواسية". 

محمد الشجاع-لاعب فريق اتحاد العمارنة -لاعب بيد واحدة

يمارس أبناء العدين رياضة كرة القدم كثيرًا منذ سنوات طويلة، وهم مولعون بها وبأخبارها وبتفاصيلها، ورغم افتقار كثيرٍ من عزل مديرية العدين لملاعب كرة القدم، كعادة معظم مديريات اليمن الريفية، لم يُمنع شباب العدين من التنقل من عزلة لأخرى لممارستها على ملاعب ترابية وفي مساحات صغيرة نسبيًّا وسط المدرجات الزراعية بعد انتهاء موسم الزراعة في فصلي الخريف والشتاء، وأحيانًا أخرى يلعب شبابها في الطرقات العامة، وعلى مساحات المدارس التعليمية المتوفرة.

يتحدّث الكابتن أيوب المجيدي، وهو مدرب فريق (السلام رماضة)، وأحد منظمي البطولة الرياضية، لـ"خيوط"، أنّ "فكرة البطولة تهدف إلى التعارف بين أبناء العزل في العدين، وزرع البسمة في أوساطهم، والاستمتاع بأجواء وحماس منافسة كرة القدم"، مضيفًا أنّ "البطولة رسمت الفرحة على وجوه الصغار والكبار من أبناء المنطقة، وأهالي المنطقة يتفاعلون معها بشكل كبير جدًّا".

خمس عزل تتبارى

يشارك في بطولة الدوري سبعة فرق رياضية، وهي: (شباب الأفيوش)، (شباب الكريف)، (الفوز شلف)، (اتحاد العمارنة)، (السلام رماضة)، (صقور السارة)، (نهضة الحصابيين)، وتمثّل هذه الفرق خمس عزل من عزل العدين، هي: شلف، الأفيوش، الكريف، السارة، العمارنة، رماضة، الحصابيين.

تلعب جميع الفرق بنظام التصفيات -الكل يلعب ضد الكل- من مباراة واحدة فقط بواقع لعب ست مباريات لكل فريق يلعبها في البطولة، ويتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى إلى المربع الذهبي.

يتحصل الفريق الفائز بالبطولة على كأس، بينما يتحصل المركز الثاني بالبطولة على ميداليات، وهناك شهادات تقدير لأفضل لاعب بالبطولة، ولأفضل حارس بالبطولة.

الجدير بالذكر هنا، أنّ فريق (شباب الأفيوش) هو الفائز ببطولة النسخة الماضية، على حساب فريق (الفوز شلف)، ويعتبر بطل النسخة الماضية (شباب الأفيوش) المرشح الأوفر حظًّا بالفوز بهذه النسخة الثانية أيضًا بعد تصدره لدوري البطولة بعشر نقاط من أربع مباريات لعبها، يليه شباب الكريف بسبع نقاط من ثلاث مباريات لعبها حتى وقت كتابة هذا التقرير.

وجد أبناء العدين في كرة القدم متنفسًا للفرحة، فصنعوها بطريقة تنافسية بين شبابها وبروح رياضية تعلو بهم ، فقدّموا الدعم اللازم لإنجاح هذا النشاط الرياضي في منطقتهم وإخراجه بصورة لائقة تليق بهم.

حضور وتفاعل

يتدفق المواطنون من أبناء العدين لتشجيع الفرق المتنافسة، وكل جمهور يأتي من أماكن متباعدة لتشجيع فريق عزلته، وتنقل مواكب السيارات بعض الجماهير، بينما يأتي بقية الجماهير سيرًا على الأقدام لحضور ومشاهدة المباريات. ويتحدث لـ"خيوط" مدرب فريق (شباب الكريف) الكابتن موسى الهمداني، بأن "أهم شيء ندعم فكرة الرياضة للشباب بدل الفرغة"، ويتمنى أن يتحقق الحلم بملعب خاص بعزلة الكريف، مضيفًا أنّ "الجماهير تحضر لتشجيع الفرق والحماس لدى الجميع كبارًا وصغارًا، وفي كل مكان نذهب إليه تحضر الجماهير للتشجيع، لدرجة أنّ بعض الجماهير ترك أشغاله وحضر يشجّع فريقه في المباراة ويشيد بالبطولة الرياضية".

دعم شعبي وغياب رسمي

وجد أبناء العدين في كرة القدم متنفسًا للفرحة، فصنعوها بطريقة تنافسية بين شبابها وبروح رياضية تعلو بهم قدّموا الدعم اللازم لإنجاح هذا النشاط الرياضي في منطقتهم وإخراجه بصورة لائقة تليق بهم.

غاب الدعم الرسمي للبطولة من قبل مكتب الشباب والرياضة في محافظة إب، ولم يلتفت أيضًا اتحاد كرة القدم لهذه البطولات المجتمعية في الأرياف اليمنية مع أهميتها الكبيرة، فحضرت الجهود الفردية والمجتمعية لصناعة هذا الحدث الرياضي عن طريق شخصيات مجتمعية من المغتربين، أمثال: ناصر المجيدي، وأحمد الذغبور، وهناك داعمون ومنظمون آخرون، كالدكتور محمد حمود الحميدي، وعبدالفتاح عبده عبدالسلام ، ومركز دار الصحة بالعدين، وغيرهم من أبناء العدين المشهود لهم بالعمل الخيري والتنموي وحب الرياضة وكرة القدم، وتوجه دعمهم لتنظيم البطولة بصورة عامة، بينما يتحصل كل فريق على دعم خاص به من أبناء العزلة التي ينتمي إليها ويمثّلها في بطولة الدوري.

أما إعلاميًّا، فقد عمد منظمو البطولة الرياضية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى النشر والتسويق للبطولة، ومجرياتها أولًا بأول، وكان لهم ما أرادوا من تفاعل كبير وإشادة واسعة بإنشاء هذا الدوري في منطقتهم، وبشكل منظم لفت انتباه وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها داخليًّا وخارجيًّا، لتغطية أحداثه.

مستقبل البطولة 

يتطلع القائمون على البطولة الرياضية أن تتوسع الفرق المشاركة في العام القادم لتشمل عزلًا ومناطق أخرى، تكريسًا لـ"الرياضة للجميع"، وحبًّا في رياضة كرة القدم، وحرصًا على خدمة المجتمع سيسعى أبناء العدين من خلال إقامة هذه البطولة الرياضية لنقل تجربتها لأماكن أخرى، من أجل المحافظة على الشباب من الفراغ القاتل، وتعزيز روح الرياضة التي تغرس قيمًا نبيلة وتجسد أهدافًا سامية، وتعمل على تحقيق الألفة والتعاون والخير بين الناس، سواء في العدين أو في مناطق أخرى من اليمن.

فريق - شباب الأفيوش

فريق(شباب الكريف) -يواجه فريق - صقور السارة
فريق -اتحاد العمارنة
جمهور فريق الفوز الشلف- مدرسة الفوز -شلف

الجماهير بعد انتهاء مباراة شباب الكريف وصقور السارة
فريق-الفوز شلف
الكابتن أيوب المجيدي
فريق -شباب الكريف
فريق -صقور السارة

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English