المبادرات اليمنية في أمريكا.. شارع الحمدي في نيويورك

بطء الحضور يخفض مستوى التأثير السياسي
سحر الكوري
July 26, 2022

المبادرات اليمنية في أمريكا.. شارع الحمدي في نيويورك

بطء الحضور يخفض مستوى التأثير السياسي
سحر الكوري
July 26, 2022

من الأشياء التي تستحق تسليط الضوء عليها في أمريكا بالنسبة لليمنيين المقيمين في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية، هي تلك المبادرات المختلفة التي يقوم بها شباب وشابات يمنيات.

منها ما له علاقة بتقديم أعمال إبداعية تتبنى المواهب، وأخرى بتقديم خدمات مختلفة لأبناء الجالية، وبالمجمل وما هو مميز أنّ الجالية في أمريكا رغم أنّ عددها ليس كبيرًا مقارنة ببعض الدول العربية، لها حضور لافت في أنشطتها الثقافية والتراثية.

في هذا الصدد، يقول لـ"خيوط" الشاعر الشاب عماد زيد، أمريكي من أصول يمنية، ويعمل في ولاية نيويورك، إنّ هناك دورًا كبيرًا وفاعلًا من المبادرات التي تصب في خدمة اليمنيين بالولايات المتحدة تقوم به الجالية اليمنية في ولاية نيويورك ومنظمة التجار اليمنيين وغيرها من المبادرات.

تمثّلت هذه الجهود في تنظيم حملات، منها حملة "سجل وجودك"، "نحن لها"، وفعاليات مختلفة تتركز في مجال توعية اليمنيين في أمريكا، بالإسهام بفعالية في العمل السياسي الأمريكي.

وأضاف زيد أنّ هناك أعمالًا لها حضور متميز في التعريف بالتراث اليمني من خلال الفعاليات الفنية والثقافية والكثير من الجهود التي أثمرت مؤخرًا في تسمية شارع في نيويورك باسم الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي، حيث لقيت هذه المناسبة احتفالية خرج فيها اليمنيون بكل أطيافهم بزيّهم التقليدي احتفاء بهذا الحدث الذي يعتبرونه جزءًا من تخليد رجلٍ كان له حضور كبير في تاريخ اليمن، وإثباتًا لوجودهم في وطن بديل.

من الفعاليات التي تصب في الجانب الثقافي لليمنيين المغتربين في الولايات المتحدة، ملتقى "كندة الثقافي" في نيويورك، الذي أسسته الكاتبة والروائية اليمنية نجلاء العمري، التي تحدثت لـ"خيوط"، حول الملتقى قائلة إنه يهدف إلى ترسيخ الهُوية اليمنية والعربية، بالإضافة إلى لفت الانتباه إلى أهمية اللغة العربية بالنسبة للأطفال والشباب العرب، في دول المهجر.

الجالية تحتاج للكثير 

ومن المبادرات ما يهتم بالتوعية حول سبل الدفاع والحماية لأبناء الجالية اليمنية، خاصة التجار والعمّال اليمنيين، منها المبادرات التي يتبناها ملاك المحال التجارية، المتعلقة بحمايتهم من الاعتداءات المتكررة عليهم والسطو على محلاتهم في الشهور الماضية بشكل متزايد.

تتعدد الأنشطة والمبادرات اليمنية للمغتربين اليمنيين في أمريكا، وخاصة في ولاية متشجن، فهناك أنشطة ثقافية تتمثل في تحول المناسبات الاجتماعية كالزواج إلى احتفال يعرف بالموروث التراثي الاجتماعي اليمني، حيث تقام هذه الأعراس بالأزياء التقليدية وبنفس الطقوس الاجتماعية اليمنية

حيث تم الإعلان عن مبادرة قبل ثلاثة أشهر تهدف إلى تدريب العشرات من ملاك المحال التجارية في ولاية نيويورك الأمريكية على كافة خطوات السلامة والحماية من السطو المسلح، تم الاستعانة خلالها بمختصين من الشرطة.

وفي سياق الحراك اليمني في الولايات المتحدة، أُقيم أول معرض تجاري "إكسبو" في نيويورك على مدى ثلاثة أيام من شهر يوليو/ تموز 2022، جمع 55 شركة يمنية أمريكية تحت سقف واحد لتسويق المنتجات اليمنية داخل الولايات المتحدة، حيث تم التعرف من خلال المعرض على قصص النجاح المختلفة، والاستفادة من خبرات الناجحين لكلِّ تاجر يمني وعربي داخل أمريكا.

أحلام شاكر، يمنية مقيمة في أمريكا، تؤكد لـ"خيوط"، أنّ المبادرات التي يقوم بها المغتربون اليمنيون في ولاية نيويورك، بحاجة إلى مزيد من الأفكار الساعية لدمج المرأة اليمنية المغتربة في الولايات المتحدة، ودعمها وتشجيعها للعمل والتعليم في مختلف المجالات.

تُلفِت شاكر في حديثها إلى أنّ المرأة اليمنية المغتربة في أمريكا لا تحصل على فرص الرجل ذاتها، في العمل والقيادة رغم تأهيلهن العالي، مضيفة أنّ النظرة التقليدية السائدة في المجتمع اليمني حول وظيفة المرأة، مسيطرة أيضًا على اليمنيين في بلدان المهجر، وهي الاهتمام بالزوج وتربية الأبناء.

تجدر الإشارة إلى أنّ آخر إحصائية لشهر يوليو/ تموز 2022، من صفحة "يمانيون في أمريكا"، تبين أنّ أكثر من خمسة آلاف يمني ويمنية تخرّجوا هذه السنة من المراحل الأساسية والثانوية والجامعية، وهذا بدوره يشكّل نهضة تعليمية ونقله نوعية لأول مرة في تاريخ "يمانيون في أمريكا".

متشجن 

لا تقتصر المبادرات والأنشطة والبرامج الثقافية والإبداعية على ولاية نيويورك فقط، بل تمتد لأكثر من ولاية على رأسها ولاية متشجن، وهي من أكبر الولايات التي يتواجد فيها اليمنيون بكثافة، حيث إنّ عدد اليمنيين فيها بلغ 200 ألف مغترب -بحسب إحصائية صادرة في العام 2018، اطلعت عليها "خيوط"- ويقدّر عدد المغتربين اليمنيين في ولاية نيويورك بحوالي من 350 ألفًا إلى نصف مليون يمني، ما بين متجنّس وأشخاص لديهم إقامة مؤقتة ولاجئين، يذكر أنّ الإحصائيات الأخيرة لم تسجل بعد في بقية الولايات.

وتزايدت أعداد اليمنيين في أمريكا مؤخرًا بسبب الحرب، وبحسب آخر إحصائية للرابحين في اليانصيب الأمريكي "تأشيرة التنوع" ما بين الأعوام 2020/ 2022، فقد بلغ عددهم 1772 رابحًا.

تتعدد الأنشطة والمبادرات اليمنية للمغتربين اليمنيين في أمريكا، وخاصة في ولاية متشجن، فهناك أنشطة ثقافية تتمثل في تحول المناسبات الاجتماعية، كالزواج إلى احتفال يعرف بالموروث التراثي الاجتماعي اليمني، حيث تقام هذه الأعراس بالأزياء التقليدية، وبالطقوس الاجتماعية اليمنية نفسها، وتعدّ فعاليات اجتماعية تراثية تقدّم اليمن للآخرين بطريقة جميلة ومدهشة. 

لكنّ للمغترب اليمني، صلاح محمد، رأيًا مغايرًا، إذ يقول لـ"خيوط"، إنّ بعض المبادرات والأنشطة اليمنية للجاليات اليمنية في مختلف الولايات الأمريكية تتركز على الأشياء الظاهرية، كالاحتفالات وما وصفه بـ: البهرجة الإعلامية، لكن على صعيد أنشطة ثقافية واجتماعية تلامس حياة المغترب بشكل واقعي، فهي قليلة.

ويدعو صلاح إلى أن يكون هناك أنشطة ثقافية تعزز من الحضور الثقافي اليمني في المجتمع الأمريكي، وتحافظ على الهُوية الثقافية لأبناء المغتربين من الذوبان في المجتمع الجديد.

•••
سحر الكوري

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English