لأول مرة في مدينة المخا

مهرجان البن الثالث يعيد التذكير ببوابة اليمن التاريخية
نجيب الكمالي
November 1, 2023

لأول مرة في مدينة المخا

مهرجان البن الثالث يعيد التذكير ببوابة اليمن التاريخية
نجيب الكمالي
November 1, 2023
.

على مدار يومي 30 و31 من شهر أكتوبر المنصرم، احتضنت مدينة المخا التاريخية فعاليات مهرجان البن اليمني (موكا)، حيث يقام لأول مرة بنسخته الثالثة في المدينة الساحلية بمحافظة تعز. وفي مساءين خريفيين جميلين، استعادت المدينة التاريخية نكهة وعبق البن اليمني الأصيل "موكا"، في مهرجان تبناه نادي البن اليمني.

تضمن المهرجان الذي أقيم في باحة المدينة الرئيسة، كلمات خطابية وفيلمًا وثائقيًّا تاريخيًّا عن البن اليمني وفقرات فنية ومسرحية، كما تخللت المهرجان ندوة علمية لمجموعة من الأكاديميين، ومعرض للصور التاريخية لمدينة المخا، ومعرض للفنون التشكيلية والأزياء الشعبية، بالإضافة إلى طاولات عرض للبن اليمني، وطاولات تذوق مفتوحة للجمهور. 

موكا اليمن

وبحسب منظمي المهرجان، فإنه يأتي من أجل إعادة الاعتبار لعراقة تاريخ البن اليمني ومينائه التاريخي، ويقدّمهما للعالم بما يليق بتاريخ المدينة وسمعة ومكانة البن اليمني، وبما يؤكد للعالم أن القهوة "أصلها يمني" وأن "موكا" و"أرابيكا" حقٌّ فكري يمني أصيل وثابت من الثوابت الوطنية. 

وتوصف المخا بكونها مسقط رأس تجارة القهوة، وهي مدينة ساحلية في محافظة تعز، وتطل على الساحل الجنوبي الغربي لليمن، بالقرب من باب المندب، وبدأ ارتباطها بالقهوة منذ تأسيسها في القرن الرابع عشر. 

وجاءت فعاليات المهرجان الذي أقيم تحت وسم غصن البن يعانق غصن الزيتون- سلام لفلسطين، ليعبر عن المصير العربي المشترك الذي يجمع اليمن بفلسطين، خصوصًا في الظروف القاسية والعصيبة التي يمر بها قطاع غزة من تدمير وحشي إسرائيلي عقب أحداث طوفان الأقصى. 

للمهرجان في هذا المكان دلائل كثيرة، منها إعادة الأمل في أن تستعيد هذه المدينة التاريخية حضورها وألقها التليد ومجدها وازدهارها الذي عرفت به، ومن خلال المنتج الذي صدرته عرف العالم اليمنَ واليمنيين.

وبحسب هاشم النعمان، وهو رئيس نادي البن اليمني، المنظم لفعاليات المهرجان، في حديث خاص مع "خيوط"، اخترنا أن تكون فعاليات هذا العام في مدينة المخا، مدينة موكا التي تعتبر أول مصدر للقهوة إلى العالم أجمع. 

ولفت نعمان إلى أنّ للمهرجان في هذا المكان دلائل كثيرة، منها إعادة الأمل في أن تستعيد هذه المدينة التاريخية حضورها وألقها التليد ومجدها وازدهارها الذي عُرفت به، ومن خلال المنتج الذي صدرته عرف العالم اليمنَ واليمنيين. 

وقال محمد الحريبي، وهو صحافي وناشط مجتمعي في مدينة تعز، في حديث خاص مع "خيوط": "مهرجان البن اليمني الثالث، هو فرصة تاريخية لتسليط الضوء على القيمة التاريخية المهمة لميناء ومدينة المخا كمصدر أول للبن اليمني وكبوابة أولى لليمن نحو العالم".

وحسب حديث الحريبي، فإن إقامة مهرجان البن اليمني موكا في رحاب مدينة المخا، هو محاولة لإعادة الأمل في أن تحصل هذه المدينة المهمشة على ما تحتاجه من اهتمام تنموي يعيد إليها أمجادها.

ويشير الحريبي، إلى أنّ زراعة البن تعرضت للكثير من الإهمال مع تفشي زراعة القات كوباء أصاب الأراضي اليمنية بغية الربح السريع والسهل، إلا أنّ جهودًا شبابية حاولت خلال السنوات الأخيرة إحياء زراعة البن، وحقّقت نتائج إيجابية مهمة، ويمكن البناء عليها في حال توفرت إرادة سلطوية لتحقيق ذلك، حسب وصفه.

نكهة مميزة

يقول عبدالخالق سيف، وهو مدير مكتب الثقافة في محافظة تعز، الواقعة تحت سلطة القيادة الشرعية المعترف بها دوليًّا، وهو أحد الحاضرين في المهرجان: "من هنا، من هذا الساحل الجميل، انطلقت السفن لتعطي للعالم نكهة مميزة واقتصادًا رائجًا". 

وحسب وصف سيف، فإن الجميع يعرف "موكا" لكنه لم يعد إلى جذورها، واليوم هو تعريف وتذكير بهذه الجذور الرائعة، بهذا التاريخ الممتد إلى كل قارات العالم، هنا تواجد الأمريكان وتواجد البريطانيون والفرنسيون، جميعهم تواجدوا هنا من أجل هذه الحَبّة الغنيّة بلونها وتراثها، التي شكّلت بعدًا اقتصاديًّا مهمًّا. 

ويشير محمد طاهر، وهو صحافي ومدير مكتب وكالة الأنباء اليمنية في مدينة تعز، إلى أهمية هذه الفعالية؛ كونها تعيد ذاكرة الأجيال وذاكرة الزمن إلى هذا المنتج من بوابة المخا التي كانت هي سفيرة اليمن أو بوابة اليمن للعالم من خلال هذا المنتج الذي اشتهر وارتبط باليمن، وارتبط بذاكرة اليمنيين قبل ذلك، وارتبط بحضارتهم، ومجتمعهم، وطرق معيشتهم، وارتبط كذلك بالإنسان والأرض والتراث والهُوية والحضارة والتاريخ، ومن أجل كلّ ذلك ينبغي إعادة الاهتمام بهذا المنتج وإعادة زخمه التاريخي إلى الواجهة. 

ذواتنا المعتقة

من جانبه، يصف سام البحيري، وهو رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان البن اليمني "موكا" بنسخته الثالثة، شجرةَ البن بالقول: "في عروقها امتزجت طين آدميتنا، فارتبطنا ببعض، وتعتقت من ذواتنا أصالة ونكهة ومزاج، كالعادة تطمر الكنوز في باطن الأرض، لكن اليمني الأول منذ لحظة التكوين، كان يحرسها فوق أغصان الشجرة المباركة، لتبدو في متناول العالم منجم الذهب الأخضر، وحين تنوّعت بسرّ مذاقها، قصدها العالم من باب وجهتنا العالمية (ميناء المخا) لتعرف بيمنيتها ونُعرف بها".

وقال هشام الصليحي، وهو مدرس في قسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة تعز، إن لهذه المناسبة نكهة المكان ونشوة الزمان، ورفقة الخلان، حيث الطبلة والقارب، ريشة العود وأشرعة السفن، نوارس البر ونوارس البحر، إنها مناسبة وذكرى خالدة.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English