حصار العبدية

تصعيد مدمر على المدنيين
خيوط
October 14, 2021

حصار العبدية

تصعيد مدمر على المدنيين
خيوط
October 14, 2021


تستمر المعارك العسكرية الشرسة الدائرة في أطراف محافظة مأرب بين القوات التابعة للحكومة المعترف دوليًا مدعومة برجال ومجاميع قبلية وأنصار الله (الحوثيين)  للشهر الثامن على التوالي مخلفة أوضاع إنسانية كارثية يعاني منها سكان المناطق التي تشهد هذه المعارك خصوصًا مديرية العبدية المحاصرة منذ نحو أربعة أسابيع.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها الخاص إزاء الوضع في مديرية العبدية الواقعة جنوب غرب محافظة مأرب، والتي أكدت أن القوات التابعة لأنصار الله (الحوثيين) تطوّقها منذ نهاية سبتمبر/ أيلول ، إذ تضم ما يقدر بنحو 35 ألف شخص، بما في ذلك الكثيرون ممن لجأوا إلى المنطقة بعد أن فرّوا من الصراع في مناطق مجاورة.

 ودعت الأمم المتحدة أطراف الصراع في اليمن إلى ضمان حماية المدنيين وتوفير ممر آمن للخروج من مناطق الصراع، في الوقت الذي تتواصل المعارك الضارية، بما في ذلك في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم في نيويورك، صرّح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن الاشتباكات تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، مضيفًا أن هذا التصعيد يحمل تأثيرا مدمرا بشكل متزايد على المدنيين.

وحث الناطق باسم الأمم المتحدة أطراف الصراع على ضمان حماية المدنيين، وقال: "نحث أطراف الصراع على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقوانين الأخرى، بما في ذلك ضمان حماية المدنيين وتوفير ممر آمن لأولئك الذي يفرّون من مناطق الصراع."

طالب حقوقيون وناشطون بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تتيح للمنظمات الإنسانية إيصال الإمدادات الطبية والإغاثية لعشرات الآلاف من المدنيين والجرحى العالقين وسط الاشتباكات في أجزاء متفرقة من مأرب  بما في ذلك مديرية العبدية

ودعا جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول الإنساني الآمن وفي الوقت المناسب والمستدام إلى جميع المناطق المتضررة في اليمن."

من جانبه، أدان البرلمان العربي استهداف مستشفى العبدية الوحيد بمديرية العبدية، جنوبي محافظة مأرب باليمن وذلك بعد استهداف محطة وقود في الجوبة بمأرب، مشددا على أنها جريمة ضد الإنسانية.

منطقة منكوبة

اعلنت السلطات الصحة المحلية في مأرب مديرية العيدية منطقة منكوبة، وأنها تعيش مأساة إنسانية جراء الحصار المطبق وقصف المستشفى الوحيد فيها.  

وأكدت أن ذلك يأتي ضمن عملية ممنهجة من قبل (الحوثيين) لاستهداف المنشآت الصحية والتي أدت إلى تدمير 17منشأة طبية وقتلت سبعة أطباء وعاملين صحيين وإصابة سبعة آخرين من الكوادر الصحية.

وتمنع القوات المحاصرة للمنطقة دخول الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الاحتياجات الاساسية للمواطنين، الى جانب القصف المتواصل على المدنيين والقرى السكنية في المديرية بالصواريخ والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقال مكتب الصحة في مأرب إنه اطلق نداءات استغاثة منذ بداية الحصار الذي وصفه بالقاتل في العبدية، معبرًا عن خيبة أمل بالغة جراء التغافل الغير مبرر لهذه الاستغاثات.

ودعا مكتب الصحة بمأرب الصليب الأحمر الدولي إلى الاستجابة الطارئة للوضع الانساني الخطير في العبدية وسرعة تقديم الخدمات الطبية العاجلة.. مطالبا الجهات الدولية بالضغط على (الحوثيين) تنفيذ الإجراءات التي نص عليها القانون الدولي الانساني لفتح ممرات انسانية آمنة لإنقاذ المتضررين وحماية السكان والأعيان المدنية، وتقديم الغذاء والدواء للنساء والأطفال وإخلاء الجرحى والمرضى، وإيقاف جرائم الحرب التي ترتكب في المديرية.

وفق السلطات الصحية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا فإن مديرية العبدية تعيش مأساة إنسانية جراء الحصار المطبق الذي يتهدد حياة 37 الف نسمة اغلبهم من الاطفال والنساء وكبار السن، وقصف المستشفى الوحيد فيها، وانه لا يمكن التنبؤ بحجم المعاناة الإنسانية التي قد تحدث في ظل استمرار القصف للقرى والمساكن.

كان محافظ مأرب في الحكومة المعترف بها دوليًا اللواء سلطان العرادة قد ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ حياة 37 ألف نسمة في مديرية العبدية، قال إنهم يواجهون الحصار المطبق والقصف بالصواريخ البالستية وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة بشكل عشوائي على السكان المدنيين، منذ أربعة أسابيع.

وردت جماعة أنصار الله (الحوثيين) بعد صمت طويل على الاتهامات الموجهة لها بحصار العبدية مع استمرار هجوم قواتها العسكرية باتجاه مأرب الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.

وأكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن ما يشاع حول حصار العبدية غير صحيح بالمطلق وكل المنافذ متاحة.

وقال العزي إن عناصر متطرفة هم من يحتجزون المدنيين كرهائن ودروع، إذ وفق ما ورد في تغريدته، فإنه لا يمكن لصنعاء السكوت عليه ولن يثنيها ما وصفه بالإعلام الكاذب عن واجبها في إنقاذ كما قال: "أهلنا من قبضة هؤلاء المجرمين".

وضع حرج

وطالب حقوقيون وناشطون بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تتيح للمنظمات الإنسانية إيصال الإمدادات الطبية والإغاثية لعشرات الآلاف من المدنيين والجرحى العالقين وسط الاشتباكات في أجزاء متفرقة من مأرب  بما في ذلك مديرية العبدية.

وأكدوا أن الوضع الإنساني الحرج الناتج عن استمرار الأعمال العسكرية في مأرب على مدى أشهر يحتاج إلى تحرك عماني وأممي فوري للوصول إلى هدنة إنسانية تؤمن فتح ممرات إنسانية آمنة لوصول الإمدادات الإغاثية والطبية لعشرات الآلاف من السكان المدنيين العالقين وسط العمليات العسكرية.

في السياق، كشفت الأمم المتحدة عن نزح حوالي 10 آلاف شخص في مأرب شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو أعلى رقم تم تسجيله في المحافظة في شهر واحد هذا العام.

ويعاني النازحين مؤخرًا أوضاعًا سيئة غير مسبوقة منذ احتدام المعارك مؤخرًا بين القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا وبين القوات التابعة لأنصار الله (الحوثيين)، منذ مطلع العام الحالي 2021 بشكل غير اعتيادي، ناهيك عن تعرض مخيمات النازحين لقصف صاروخي.

وبعد احتدام المواجهات في مأرب مطلع العام، اشتعلت المعارك بين الطرفين لتمتد خلالها جبهات القتال حوالي 250 كيلومتر من مديرية جبل مراد، الجوبة وصرواح ورغوان ومذغل والوادي، والتي تعتبر جبهة واحدة على خط طويل.

كما يسكن بعض هذه المناطق نازحين هربوا من معارك الجوف ومن الخانق ونهم إلى مأرب، إضافة إلى نازحين سابقين من محافظات مختلفة، كان هذا النزوح ليس الأول ولا الثاني إذ إن البعض نزح نزوحه الخامس إلى هذه المناطق، والتي سبقتها رحلات من النزوح من محافظة إلى أخرى.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English