المهمّشون في أبين

كأنّهم من عالم آخر
خيوط
September 22, 2023

المهمّشون في أبين

كأنّهم من عالم آخر
خيوط
September 22, 2023
الصورة لـ: علي السنيدار

المهمشون، شريحة من اليمنيين ذوي البشرة السمراء، يتم التعامل معهم بتمييز، بسبب من العِرق واللون، ويقبعون في حضيض اجتماعي، ومعاناة اقتصادية كبيرة، ويعملون في مهن ذات دخل متدنٍّ مثل أعمال النظافة، كما يمتهنون التسول وجمع الخردة. 

وكما هو الحال في كل البلد، يمنع على هذه الفئة الزواج من خارج طبقتهم، كما يشاع بينهم زواج القُصّر والقاصرات، ويعيشون في منازل من القش والصفيح على هيئة أكواخ رثة، وفي أبين، يتجمعون في منطقة السوق، بمديرية أحور، وفي مديرية مودية، وفي منطقة شروان بلودر، وفي مناطق يافع، يحيطهم الاضطهاد والعزلة. 

في الصيف يعانون من الحرّ، وفي الشتاء من البرد القارس، إذ لا تتوفر لهم أدنى الخدمات أو الحماية، وفي الخط الدولي يمكن مشاهدة نساء هذه الفئة يتسولن ويتعرضن للتحرش وأحيانًا للاغتصاب، أما الرجال فيعملون إسكافيين يصلحون الأحذية في الطرقات والأسواق العامة، إلى جانب الأطفال الذين يمتهنون التسول، هذا إلى جانب عادة غريبة، وهي منعهم من حمل السلاح، لأن الفئات الاجتماعية القبَيلة هي التي تقوم بهذا التقليد.

التسول أو المكبات 

تقول سعادة (25 سنة)، من مديرية زنجبار، وإحدى المتسولات على الطريق الدولي، وأم لسبعة أبناء توفِّي والدهم:

"يرفض المجتمع الاعتراف بنا، مع أننا ولدنا هكذا ولا ذنب لنا، أنا أم، أكبر أطفالي بعمر 10 سنوات وأصغرهم 3 سنوات، توفِّي زوجي وأنا حامل. نعيش في عشّة (كوخ) صغيرة، وأنا أعيلهم. لم يذهبوا إلى المدرسة لأني لا أستطيع أن أصرف عليهم، ولذا هم معي يتسولون.

أنا تزوجت وعمري 14 سنة، برجل يكبرني بعشرين سنة، وكان هو أيضًا متسولًا، وليس لدينا مهنة نتعلمها غير التسول أو الذهاب إلى مقالب القمامة (مكبات النفاية) من أجل البحث عن شيء نأكله أنا وأطفالي".

يقول يحيى (33 سنة)، متزوج ولديه خمسة أطفال، من مديرية خنفر:

"أعمل كعامل نظافة، يطلبني أغلب الناس من أجل تنظيف بيارات الصرف الصحي. هذا عمل متعب، لكن أبحث عن لقمة العيش لأطفالي، ولم أجد عملًا حكوميًّا. ينظر إلينا الناس نظرة دونية، وكأننا لسنا بشرًا". 

تحرش واستغلال

أما نجوى (37 سنة)، منفصلة عن زوجها، ولديها ستة أطفال، من مديرية زنجبار، فتقول:

"اضطررت إلى العمل من أجل أن أنفق على أطفالي، لكن لم أجد، لذا أعمل متسولة في المنازل. وعندما سمعت أن هناك مزرعة قريبة، ذهبت إلى صاحب المزرعة، لكنه رفض كوني مهمشة، فأحضرت وسيطًا من المنطقة، وفعلًا أصبحت أعمل هناك، لكن للأسف صاحب المزرعة يستغلني جنسيًّا ويتحرش بي، وأنا بحاجة للعمل، وإذا لم أنفذ رغباته قد يفصلني من العمل". 

تقول مريم (45 سنة)، وهي متزوجة ولديها أربعة أطفال، من مديرية لودر: "أعيش في عشة (كوخ)، وأعمل في بيع قناني المياه الفارغة من القمامة، وأقوم ببيعها في السوق. هكذا كل يوم".

أيضًا، مختار (37 سنة)، متزوج وأب لأربع بنات، فيعمل إسكافيًّا، لإصلاح الأحذية، فيقول: "ينظر الناس لي بدونية واحتقار، لكن في الأول والأخير هذا هو عملي، يعينني ويعين أسرتي".

(تعاون نشر مع مواطنة)

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English