الليبراليون الجدد

ما الذي يخشاه نعوم تشومسكي في الحجر المنزلي
عبدالرحمن بجاش
April 26, 2020

الليبراليون الجدد

ما الذي يخشاه نعوم تشومسكي في الحجر المنزلي
عبدالرحمن بجاش
April 26, 2020

أيُّ عالمٍ يتشكل؟! ومن يعمل على تشكيله؟! ومن سيكون المنتصر؟! ومن المهزوم؟!

   أسئلةٌ كثيرةٌ تتشكّل مع كل إعلانٍ عن حالاتٍ جديدةٍ تصاب بفيروس كورونا. ومع كل إعلانٍ، يأتي من المعامل أو "الصحة العالمية"، تتشكل صورة العالم القادمة في ما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، وما سنراه من تغييرٍ على صعيد علاقة الناس ببعضهم، سواء في العمل أو الشارع أو داخل المنازل.

   نعوم تشومسكي، المعتزل في بيته وحيداً؛ خاصةً وهو من الفئات العمرية التي يضربها الفيروس متعمداً، هناك، يتأمّلُ الرجل في ما سيكون العالمُ عليه. الهاجس الرئيس في رأسه: الاحتباس الحراري والحرب النووية. وهما خطران أفظع من بعضهما. وهاجس هواجسه: "الليبراليون الجدد"، والذين يمثلهم خيرَ تمثيلٍ ترامب، ورؤوس كارتلات الصناعة العسكرية وشركات البترول العملاقة.

   يُطلِق على ترامب "المُعتلّ الاجتماعيّ"، ومَنْ صوتُه يتهادى، أو "يفَجِّع نفسه" باستعادة صوت هتلر في الحشود قبل عامٍ واحدٍ من انتهاء الحرب؛ ذلك، كان يريد تشكيلَ العالَم على وقع جنازير الدبابات، وهذا يريد عالماً في رأسه هو ودهاقنة المال، تُمثلهم تلك الأصواتُ النشاز، أو صوتُهم، الليبراليون الجدد في الحزب الجمهوري، والذين يراهنون على أن الاقتصاد هو الباب الذي سيَدخُل منه العالمُ القادمُ بِسِماتٍ أمريكية !

لا بدّ من حركةٍ اجتماعيةٍ تواجه آثارَ الكارثة الحالية، التي يراد لها أن تتشكل حسب ما يخطط له "المعتلُّ الاجتماعيُّ"، بوحيٍ من روحٍ هتلريةٍ جديدةٍ تسابق الزمن والآخرين للسيطرة على العالم.

   في هذه اللحظةَ الفارقةَ في حياة أمريكا؛ حيث يحذر تشومسكي من أن هذا الرجل يقود أمريكا إلى الكارثة، يضغطون في سبيل فتح أبواب العمل؛ في نفس الوقت الذي يحذّر فيه العلماءُ من أن خروج الناس يمكن أن يؤدي إلى كارثةٍ جديدةٍ؛ وفي نفس اللحظة التي يرتفع فيها صوتُ المختصّين من أن أمريكا ربما تجتاحها موجةٌ ثانيةٌ من الجائحة في الشتاء القادم. هم يقولون إن من يموتون ضعيفو المناعة !

   العالم، وخاصةً القويّ: أمريكا، الصين، روسيا، الهند، اليابان، والفرسان الجدد، يتهيؤون لمعركة البقاء. مَنْ سيكون على القمة، يقود العالم بالرضا أو بالغصب.

   يطرح تشومسكي، كحلٍّ لمواجهة ما يخطط له الليبراليون الجدد، ضرورةَ تقارُب العالم، للوقوف في وجه الجائحة الأخرى: "السيطرة الاقتصادية" على العالم، وإن عن طريق الإنترنت.

   لا بدّ من حركةٍ اجتماعيةٍ تواجه آثارَ الكارثة الحالية، التي يراد لها أن تتشكل حسب ما يخطط له "المعتلُّ الاجتماعيُّ"، بوحيٍ من روحٍ هتلريةٍ جديدةٍ تسابق الزمن والآخرين للسيطرة على العالم.

   في لحظة الكارثة هذه، والتي يواجهها العالم، أظهر هذا الرجل –ترامب- من لحظةِ أن أطلّ رئيساً، الوجهَ البشعَ لأمريكا؛ وجهاً بشعاً قال عنه سارتر الكثيرَ، وكشفه بالصوت والصورة كما يقال.

   لا بدّ وأن الأمر كذلك، في لحظةٍ يريد الليبراليون الجدد سحْقَ الصين القادمة، تحت وطأة التخطيط لإدانة الصين بالفيروس، ومن ثم مطالبتها بتعويضاتٍ لا تخطر على بال الكون كله. في مقابل هذا، يبدو أن الصين تدافع عن مستقبلها، وعن عالمٍ تريده -هي وروسيا- غيرَ العالم الذي يعمل الليبراليون الجدد على تشكيله، بوحيٍ من جشعٍ سيأكل قلب الكون.

العالم الجديد -أيّاً كان أبوه وأياً سيكون شكْلُه- لا مكانَ فيه للضعفاء.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English