العلم اليمني لم يعد يرفرف

نص نثري لن يذكره التاريخ
أوراس الارياني
November 26, 2021

العلم اليمني لم يعد يرفرف

نص نثري لن يذكره التاريخ
أوراس الارياني
November 26, 2021

عن ماذا سأكتب؟

أو ماذا سأكتب؟

أسئلة كثيرة تطاردني وأحرف كثيرة تضيع وتتلاشى مني، مع إني أعتبر نفسي مستجد في كتابة المقالة ومستجد في معرفة الحرب، يا لها من مغامرة سالمونية باتجاه اللاشيء!

"وضع الطيران" هي أول خطوة في الكتابة كي لا يتصل بك صاحب البقالة وغيره، يطالبونك بالدَّين.

ماذا لو سألت صاحب البقالة أن يساعدني في فكرة موضوع أكتب عنه؟

لا يهمني ماذا قال رولان بارت عن الكتابة، ولا يهمّني من يكون رئيس وزراء كولومبيا.

 ما يهمني هو ألا يتحول ما أكتبه إلى نصّ نثري، وألا يختل توازني على حبل الحروف.

هل سأكتب عن الشأن العام وأوجاع الناس؟

أو عن امرأة تتجول مع ابنتها تتناوبان على حمل أسطوانة غاز؛

 ليس بغرض تعبئتها، بل بيعها وتسديد ما تراكم عليهما من إيجار البيت!

سأكتب عن ابتسامة ثائر في مطار إسطنبول، وأُتهم بخيانة الوطن!

سأتوقف قليلًا عن الكتابة، وألتقط صورة لنفسي مع قبر عبدالله البردّوني، ثم أعود.

المواطن لا يفهم في الاقتصاد، لكنه يستطيع النظر إلى السماء ومراقبة ارتفاع سعر الدولار، وانتظار طائرة تقصفه.

الطفل لا يعرف ما هي الحرب، لكنه سيدلك على قبر أبيه.

المرأة تجيد الطبخ، لكنها لا تجد ما تطبخه.

إذن سأكتب عن ابتسامة الثائر في مطار الرياض، وأُتهم بالرجعية!

حين يُدخل المواطن يده في جيبه،

يجد أيادي من وعدوه ببناء الوطن؛

"الوطن للجميع"

تحذير صحي كُتب على علبة السجائر!

كيلو طماطم أغلى من "كيلو باترا"!

معرفة اسم عاقل الحارة من أهداف الثورة؛

بالكراهية والأحقاد تستمر العملية السياسة.

هل أضع جثة بدلًا عن الفاصلة، كي يقرأ الناس ما كتبت؟!

العلم اليمني لم يعد يرفرف؛

مسؤول يتهم الريح!

العلم اليمني لم نعد نراه؛

مسؤول: اليمن تنتصر!

اليمني مات؛

مسؤول: اليمن مقبرة الغزاة!

لا أدري كيف سأختم النص/ المقال/ القصيدة؟

بمقبرة أم بدموع الأمهات؟

لا أدري هل سيُنشر،

أم سأتغطى به من البرد؟

لا أدري هل هو مقال،

قصيدة،

أم نص نثري لن يذكره التاريخ،

ولن يعلق على شارب

الحركة الوطنية!


•••
أوراس الارياني

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English