سامية أول شيف يمنية تقتحم هذا المجال

تُنافِس مع أخريات المطاعمَ في القاهرة
سهاد الخضري
July 23, 2022

سامية أول شيف يمنية تقتحم هذا المجال

تُنافِس مع أخريات المطاعمَ في القاهرة
سهاد الخضري
July 23, 2022

عملَت لسنوات عدة معلمة رياضيات في اليمن قبل أن يتم ترقيتها لأستاذة في التوجيه، عاشت طوال سنوات عمرها لا تعرف سوى المناهج التعليمية والتدريس للطلبة والطالبات، لم تكن تعلم أنّ حياتها ستنقلب رأسًا على عقب، لتقرر سامية صبري (50 سنة) حزم حقائبها والرحيل إلى قاهرة المعِزّ، تاركة ماضيها وذكرياتها في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، مسقط رأسها وأبنائها الثلاثة الذين ما زالوا مقيمين باليمن .

اتجهت سامية للعمل بصناعة الحلويات والمأكولات اليمنية الشهيرة في مصر لتصبح أول شيف يمنية تعمل في المطاعم التي يملكها يمنيون في مصر، لتكسر بذلك العادات التي وضعها المجتمع اليمني والتي لا تسمح للمرأة بالوقوف وسط الرجال والعمل يدًا بيد. استطاعت هذه المرأة أن تثبت ذاتها بنجاح وشرف، وأنّ المرأة لا تختلف عن الرجل في شيء، لها حقوق وعليها واجبات، لا يعيبها العمل مهما كانت مصاعبه.

باتت صبري تُطلب بالاسم للعمل وتنتقل من مطعم لآخر، لتزداد خبراتها في هذا المجال، إلى أن قررت مشاركة شقيقتها وصديقتها ليصنعن أشهى الوجبات اليمنية من منزلهن .

قصة سامية

تروي سامية صبري قصتها لـ"خيوط"، قائلة إنّها قدِمت إلى مصر قبل 7 سنوات، رغم عملها بالتدريس والتوجيه إلا أنّها شغوفة بشغل المطبخ وإعداد الوجبات وصناعة الحلويات، لتقرر ترك مجال عملها ببلدها اليمن بعد قدومها إلى مصر.

رحلة علاج قادت ميمونة للإقامة والعمل في القاهرة، بينما تقول نهاد إنّ خبرتها وتجربتها السابقة كانت مقتصرة على الأعمال اليدوية، لكن مع تراجع وضعها الاقتصادي والمعيشي قررت البحث عن عمل لها في مصر بمجال صناعة المأكولات والحلويات اليمنية الشهيرة

في عام 2017، عملت بمطعم يمني وكانت أول شيف يمنية تعمل في مطعم بمصر فلم يسبق لسيدة يمنية عملت بهذا المجال، وخلال فترة وجيزة تؤكد سامية أنها استطاعت أن تثبت ذاتها، ووجدت إقبالًا على شراء ما تقوم بإعداده وصناعته من حلوى وأطعمة يمنية شهيرة، كوجبة الزُّربيان بالدجاج، اللُّحوح (نوع من الخبز في اليمن)، بنت الصحن، بالإضافة إلى البيتزا، والخضار.

تضيف أنّ هذه الوجبات لاقت رواجًا في السوق المصري بالرغم من صعوبة الأمر، لكنها نجحت وتنقلت بين عدد من المطاعم اليمنية الشهيرة في العاصمة المصرية القاهرة، لتكتسب خبرة يومًا تلو الآخر.

تقول صبري: "يكفيني ما اكتسبته من جرأة وثقة بالنفس خلال رحلة الإقامة والعمل في مصر"، وتحلم سامية بافتتاح مطعم خاص بها يومًا ما، لكن الظروف المادية لا تسمح لها بذلك حاليًّا، إذ تعمل سامية وشقيقتها ذكرى وصديقتها أم تسبيح في طهي الوجبات اليمنية الشهيرة وصناعة الحلويات وبيعها للأسر اليمنية والخليجية في القاهرة، إلى جانب تعلمها طهي عددٍ من الأكلات المصرية الشهيرة كـالملوخية والبامية.

نهاد وخطوة جديدة

مع اشتداد الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015، قررت نهاد علي معتوق (45 سنة)، من مواليد مدينة عدن (جنوب البلاد)، حزمَ حقائبها باحثة عن مكان أكثر أمنًا على حياتها وحياة عائلتها لتستقر في العاصمة المصرية القاهرة، خاصة أنّ الشعب المصري من أكثر الشعوب ارتباطًا وتقاربًا مع الشعب اليمني.

الجدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، قال في تصريح سابق له، إنّ "مصر تستضيف أكثر من مليون يمني يلقون نفس معاملة المواطن المصري، خاصة على مستوى التعليم والرعاية الصحية".

تقول نهاد لـ"خيوط"، إنّ خبرتها وتجربتها السابقة كانت مقتصرة على الأعمال اليدوية، لكن مع تراجع وضعها الاقتصادي والمعيشي قررت البحث عن عمل لها في مصر بمجال صناعة المأكولات والحلويات اليمنية الشهيرة، مثل "السنبوسة، وكيكة الشوكولاتة، "مدربش"، "دونتس"، خلية النحل، بيتزا، فوفل ملبس، وخبز الطاوة والخمير اليمني".

لم يقدّر البعض جهدها المبذول في العمل، وفق حديثها، وهو ما أدّى إلى توقفها لنحو 3 أشهر، قبل أن تعود مجددًا للعمل والتركيز على تسويق ما تعده وتصنعه من مأكولات وحلويات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". 

رحلة علاج وإقامة 

رحلة علاج قادت ميمونة أحمد (45 سنة)، قبل خمسة أعوام للقدوم من اليمن إلى مصر بصحبة أبنائها الأربعة وزوجها لعلاج طفلها المريض، لتقرر الاستقرار في مصر بسبب الحرب الدائرة في بلدها، ولكي تحظى بالرعاية الصحية المناسبة لطفلها.

تروي ميمونة تفاصيل قصتها لـ"خيوط"، أنها عملت لنحو 25 عامًا كممرضة في اليمن، ولم تعرف مهنة سواها قبل القدوم إلى مصر، من جحيم الحرب في اليمن التي تقول إنها "أضاعت آمالنا وأحلامنا".

تعرفت في منطقة فيصل بالقاهرة على امرأة يمنية تملك مخبزًا، ساعدتها على العمل وتعلم صناعة المخبوزات اليمنية، مثل الكعك الصنعاني، وخبز الطاوة الشهير بالصاج، والكعك بأشكال متنوعة.

تتابع حديثها: "كان صعبًا عليّ العمل في فرن؛ فلم يسبق لي العمل في هذا المجال، لكن الظروف دفعتني لذلك، هناك تعلمت أصول المهنة جيدًا، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أعمل في مجال المخبوزات، وبتّ أعمل من المنزل، لكن الطلب على منتجاتي قليل حتى الآن".

لم تقف ميمونة عند مجال تصنيع المخبوزات والحلويات اليمنية، بل باتت تصنع "الفطير المشلتت" المصري، بحسب تأكيدها، إذ انتقلت للعمل من المنزل الذي تسكنه لتوفير مصاريفها واحتياجاتها وأبنائها الأربعة الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة في مصر.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English