أزمة سكن يواجهها طلاب اليمن في مصر

ارتفاع كبير في الإيجارات تفوق قدراتهم
سهاد الخضري
December 31, 2022

أزمة سكن يواجهها طلاب اليمن في مصر

ارتفاع كبير في الإيجارات تفوق قدراتهم
سهاد الخضري
December 31, 2022
Photo by: Mohamed Al-Selwi - © Khuyut

قطع الآلاف من طلبة اليمن مسافات طويلة للوصول إلى القاهرة؛ رغبةً منهم في استكمال رحلتهم التعليمية، لم يعبأ هؤلاء بالمشقة؛ بعدوا عن عائلاتهم وأصدقائهم وبلادهم التي عاشوا فيها، ليشدّوا الرحال لاستكمال تعليمهم، في حين سافر آخرون في رحلات شاقة بحثًا عن علاج لهم أو لذويهم في مصر، لم يكلّوا أو يملّوا يومًا، رغم الصعاب والغربة.

وراء كل باب قصة عاشها بطلها، رغم اختلاف الأمكنة، لكن يبقى استغلال المؤجرين أبرز العقبات التي يتعرّض لها بعض اليمنيين، خصوصًا المبتعثين عند قدومهم إلى مصر ورغبتهم في استئجار منزل يقيمون فيه، ممّا يدفعهم للقيام بمهمة بحث شاقة للعثور على مسكن، في ظل معاناة الكثيرين من تصرفات المؤجرين وملاك العقارات.

استغلال 

شهد صالح، طالبة يمنية، جاءت إلى مصر قبل عام ونصف، في بادئ الأمر جاءت كسائحة إلّا أنّها قررت الإقامة لتستكمل دراستها، لكنها خلال إقامتها في مصر تعرضت لمشكلات عدة، وصلت إلى قسم الشرطة.

تعد المغالاة في الإيجارات ورفض البعض تحرير عقود خاصة بإيجار المسكن، واحدة من أبرز العقبات التي تواجه المبتعثين اليمنيين الدارسين في مصر.

تروي شهد (25 عامًا)، تفاصيل قصتها لـ"خيوط"، قائلة: "درست في اليمن تخصص تمريض، وقبل عام ونصف زرت مصر بغرض السياحة، إلّا أنّني رغبت في الإقامة واستكمال رحلتي التعليمية في مجال اللغة، بحثت عن شقة لكي أقوم باستئجارها وصديقاتي، وجميعنا مغتربات ندرس ونعمل في مصر".

تواصل حديثها: "بالفعل استأجرنا شقة في منطقة فيصل، محافظة الجيزة، في تلك الشقة تعرضت لمواقف لم أتخيل يومًا أن أتعرّض لها أبدًا في حياتي، فالبداية كانت بالموقف الذي يتعرّض له المغترب في أيّ مكان، وهو استغلال المؤجر للأجانب، فرغم اتفاق المالك معنا على سعر محدد، فوجئنا بزيادة غير مبررة في نهاية الشهر، فعلى سبيل المثال تم الاتفاق مع مالك المسكن على تأجير الغرفة الواحدة بنحو 1500 جنيه شهريًّا (ما يعادل 76.20 دولارًا) في سعر الصرف المتداول في مصر، بخلاف الخدمات.

فوجئت شهد بمطالبتها بسداد 1800 جنيه (ما يعادل 91.49 دولارًا)، بزيادة 300 جنيه، بينما تم رفع الإيجار على الغرف الأخرى التي تستأجرها زميلاتها المبتعثات إلى نحو 1250 جنية للغرفة المشتركة (ما يعادل 63.50 دولارًا) بخلاف الخدمات، إذ تصف شهد ذلك بالاستغلال الذي لا مبرر له.

تصرفات صادمة لملاك المساكن

وتعدّ المغالاة في الإيجارات ورفض البعض تحرير عقود خاصة بإيجار المسكن، واحدة من أبرز العقبات التي تواجه المبتعثين اليمنيين الدارسين في مصر.

لم تكن شهد الوحيدة التي تعرّضت لواقعة استغلال من المالك؛ فقبل عام وثلاثة أشهر، جاء أصيل عبدالعليم، شاب يمنيّ من المكلا، قاصدًا مصر للدراسة، فنزل بمنطقة تسمّى بأرض اللواء، ليستأجر شقة هناك، لكنه تعرّض للاستغلال من المالك الذي رفض تسليمه مبلغ التأمين، كما يحكي أصيل لـ"خيوط"، قائلًا: "تعرّضت للموقف ذاته مرتين؛ تم أخذ 1000 جنيه (ما يعادل 50.80 دولارًا) على دفعتين كمبلغ تأمين يُستردّ عند انتهاء المدة الإيجارية، لكنني فوجئت برفض المالك تسليمي المبلغ حين المغادرة، فاستعنت فيما بعد بصديق يمني مقيم في مصر، دبّر لي مسكنًا آخر بعد تلك الواقعة".

وَفقًا لـ:مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، يتراوح عدد المقيمين في مصر بين 500 ألف و700 ألف مواطن، وذلك بحسب السفارة اليمنية في القاهرة، ويُعدّ ذلك ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بعددهم قبل اندلاع الحرب؛ إذ كان يبلغ عددهم حوالي 70 ألفًا فقط، فيما يقدّر عدد اليمنيين المسجلين كلاجئين أو طالبي لجوء مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 9,200 فقط. هذا، وأعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، استضافة مصر لأكثر من مليون يمنيّ، يلقون نفس معاملة المواطن المصري، خاصة على مستوى التعليم والرعاية الصحية.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English