شجن عنوانه جوهرة البحر

ولي هناك دم حضرمي ووطن!
هشام السقاف
January 31, 2023

شجن عنوانه جوهرة البحر

ولي هناك دم حضرمي ووطن!
هشام السقاف
January 31, 2023

منصة خيوط

جوهرة البحر.. اسم اطلقه عليها العرب:  جوهربهرو.. أو كما ينطقها الماليزيون:  جوهوربارو Johor Bahru.. هي عاصمة ولاية جوهور ( 2.7 مليون نسمة) ، ثاني أكبر المدن الماليزية تطوراً  بعد كوالامبور..

كانت جوهور سلطنة كبيرة اسسها ابن سلطان ملقا: علاء الدين شاه عام 1528م ..انضمت إلى اتحاد ماليزيا عام 1962م وبعدها ب3 سنوات انفصلت عنها سنغافورة كدولة مستقلة صغيرة..وبقيت ولاية جوهور كمركز صناعي وسياحي رئيس في اقصى جنوب ماليزيا. 

قضيتٔ في جوهور شهرا من أيام العمر الفريدة والرائعة..

 تخيلتُ فيها رحلة الشاب الحضرمي اليافع ، جدّي محمد بن سقاف السقاف  فرقز  في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي ، وكيف حطّ هنا بعد رحلة شراعية امتدت أشهراً  من عدن ، التي وصلها من المكلا في قارب ومعه مجموعة من ابناء سيئون عزموا الهجرة إلى الشرق البعيد ، طلباً للرزق ، فمنهم من استقر هنا والآخرون تفرقوا على سواحل الهند واندونيسيا والشرق الأقصى .

جدي محمد غادر حضرموت  إلى  الأبد بعد أن استودع احشاء زوجته جنين ابنه: علي ( والدي) ، وتزوّج من جديد في جوهور بحسناء بنت ناجي الجماعي ، ابنة صاحب السفينة الشراعية التي سافرت بهم من عدن إلى الشرق الأقصى و انجبت له خمسة من الأبناء و بنتين ، سمّى بكره منهم : علوية على اسم زوجته الحضرمية أم علي.. توفى جدي محمد عام 1956م ولم يبلغ الأربعين من عمره القصير ،، و تربى أولاده على شظف العيش واضطروا صغاراً  للعمل ، ليؤمنوا القوت والتعليم ، و امتنعت عمتي الكبرى علوية عن الزواج كي تربي أخوتها وترعى وتساعد  أمهم في ذلك.. و بالمقابل تربى والدي في حضرموت في كنف ورعاية جده سقاف فأحسن تربيته و كان حاله أفضل من حال أخوته في ماليزيا.. قبل أن ينقلب الحال بعد ذلك بعشر من السنين !

ظل والدي رحمه الله يحلم بالتعرف واللقاء بإخوانه ، ولم يقدّر له الله ذلك ، ويسّره لي في هذه الرحلة فالحمد والشكر والثناء كله لله عز وجل ..فقد حضنتُ أعمامي الأحياء وتعرفتُ على ابنائهم ، و أبناء أعمامي  الموتى ، و كأني اولد  وسط أهلي من جديد ، اشعر في داخلي  بالدماء نفسها تسري فيّ وفيهم ،

وبصلة القربى التي تربطني بهم .. في الستين من عمري لأول مرة انادي:  يا عمي.. ويا ابن عمي.. ( ناديتهم بأعلى صوت ، و ردّوا عليّ َّبالإنجليزية : يا حيّا بماي نفيو my nephew  وبأور كوزين our cousin  ...ههه ) ..

هل منكم من جرّب هذه الأحاسيس والمشاعر التي لا اقدر على وصفها ؟؟

هكذا هي رابطتي بجوهور عاطفية جداً ، هي لي قربى و وطن لأهلي و وشاج متين من الصلات والشجون ، يجعل من كتابتي عنها شيئاً خاصاً ، يتغلب فيه القلب والوجد على العين والبصر وباقي الحواس..

انها صورة مقرّبة لحالات انسانية و قصص تتكرر وتتشابه بالآلاف لليمنيين و للحضارم منهم خاصة في هجراتهم حول العالم و في رحلات شتاتهم.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English