اليمن يبحث عن حلول لأزماته في الدوحة

ملفات معقدة أمام المؤتمر الخامس للدول الأقل نموًّا
سحر محمد
March 7, 2023

اليمن يبحث عن حلول لأزماته في الدوحة

ملفات معقدة أمام المؤتمر الخامس للدول الأقل نموًّا
سحر محمد
March 7, 2023

دشّن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًّا، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة منذ يوم أمس الأول 6 مارس/ آذار تحت شعار "من الإمكانيات إلى الازدهار"، أعماله بالتركيز على أحد أكثر التحديات العالمية خطورة، ألَا وهو سدّ الفجوة التنموية الواسعة والمذهلة بين دول العالم الغنية والفقيرة.

ويعدّ هذا المؤتمر أحدَ أهم الفعاليات التنموية، في العقد الحالي، المعنية بدعم الدول الضعيفة على الصعيد الاقتصاديّ والتنمويّ، إذ تشارك في المؤتمر الذي يعقد لمرة واحدة كل 10 سنوات، نحو 6 آلاف شخصية.

إضافة إلى كونه فرصة متفرّدة تجمع رؤساء وحكومات 46 دولة نامية، والمعروفة بمجموعة الدول الأقل نموًّا "LDC"، من ضمنها اليمن، مع شركاء التنمية من الدول المتقدمة، لحشد الإمكانيات وتعزيز الشراكات التي تدفع الدول الضعيفة إلى المُضيّ قُدمًا في مسار تنمويّ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما يشهد المؤتمر الذي حضرته "خيوط"، مشاركةً واسعة للقطاع الخاص من شركات ورجال أعمال، مثل مايكروسوفت وبنك الاستثمار الأوروبي من أجل خلق فرص للاستثمار في الدول الأقل نموًّا، إلى جانب مشاركة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والشباب.

حلول مجدية للأزمات

في السياق، تصنّف البلدان الأقل نموًّا من قبل لجنة السياسات الإنمائية التابعة للأمم المتحدة؛ بسبب معاناتها من مستويات متدنية في الدخل، وتواجه عوائق هيكلية أمام التنمية، وضعفًا في التكيّف مع الصدمات الخارجية، مثل تغير المناخ وجائحة كورونا، إذ تساهم هذه الدول التي يصل عددها إلى 46 دولة مجتمعة، بأقل من 2% من الناتج المحلي العالمي، وحوالي 1% من التجارة العالمية.

برتكز البرنامج على ستة مجالات رئيسية؛ تشمل الاستثمار في الناس، وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا، إضافة إلى دعم التحول الهيكلي، وتعزيز مشاركة البلدان الأقل نموًّا في التجارة والتكامل الإقليمي، إلى جانب مواجهة تغير المناخ والتدهور البيئي.

ويأتي المؤتمر في الوقت الذي تواجه فيه الدول الأقل نموًّا، تحدياتٍ متعددة ومركبة، منها الصراعات الداخلية، مثل دول اليمن والصومال وأفغانستان، ومديونية للدول الغنية تثقل كاهل الكثير منها.

وأكّدت الكلمات التي ألقيت في افتتاح المؤتمر، على أهمية إيجاد الحلول المجدية لحلّ أزمات الأمن الغذائي التي لا يمكن حلّها عبر المساعدات الإغاثية أو المعالجات المؤقّتة، ولكن عبر تشجيع المبادرات التي تسهم في تحقيق أمنٍ غذائيّ مستدام.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنّ 25 من الدول النامية تنفق أكثر من 20% في إيرادات الحكومة، ليس على بناء المدارس أو الغذاء أو الاستثمار في النساء والشباب، ولكن في سداد ديونها التي تجاوزت 35% للبعض.

ويواجه اليمن تحديات هيكلية تنموية منذ ما قبل النزاع الحالي، والتي أصبحت أكثر تداخلًا مع طول أمد الصراع الممتد لثماني سنوات على صعيد أزمة الغذاء والقطاع المصرفيّ وانهيار الخدمات الأساسية، في حين حرمت الأزمةُ الإنسانية التي خلّفتها الحرب، البلادَ مجهودَ عقدين من التنمية على الرغم من حصولها على أفضل خطة استجابة في العالم من حيث التمويل خلال العقد الأخير، إلّا أنّها لم تكن مستدامة، ولم تنجح في تحقيق أيّ مكاسب تنموية. 

تمويلات متعدّدة

يشهد المؤتمر الذي يستمرّ حتى التاسع من مارس/ آذار، مناقشات بين الدول الأقل نموًّا وشركاء التنمية، إلى جانب القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب، لبناء خطط وشراكات لتنفيذ برنامج عمل الدوحة، الذي يعدّ جيلًا جديدًا من الالتزامات المعزّزة الهادفة إلى بناء قدرات الدول النامية.

كما يرتكز البرنامج على ستة مجالات رئيسية؛ تشمل الاستثمار في الناس، وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا، إضافة إلى دعم التحول الهيكلي، وتعزيز مشاركة البلدان الأقل نموًّا في التجارة والتكامل الإقليمي، إلى جانب مواجهة تغير المناخ والتدهور البيئيّ، فضلًا عن تعبئة التضامن الدولي وتعزيز الشراكات العالمية. 

وأكّدت ممثّلة الأمم المتحدة السامية لأقل البلدان نموًّا، رباب فاطمة، أنّ برنامج عمل الدوحة يعدّ حزمة كاملة لمواجهة التحديات الماثلة أمام البلدان الأقل نموًّا، وعلاج مواطن ضعفها وإعادتها إلى المسار الصحيح.

ويسعى برنامج عمل الدوحة إلى تحقيق منجزات منشودة رئيسية، من شأنها أن تساعد الدول الأقل نموًّا على ردم الفجوة التنموية في التعليم بإنشاء جامعة عبر الإنترنت، والأمن الغذائي من خلال تحسين آليات لتخزين الغذاء وتطوير التنمية المستدامة، عبر تسهيل تدفّق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى هذه الدول.

وأعلنت عددٌ من الدول المانحة والمنظمات الدولية والأممية عن تمويلات متعدّدة لدعم الأنشطة التي تتضمّنها خطة عمل الدوحة، وبرامج أخرى لدعم الشباب في الدول الأقل نموًّا.

وتعاني الدول الأقل نموًّا من الهشاشة إزاء الصدمات الاقتصادية والبيئية، وتمرّ بحالة من عدم اليقين بعد أن وجدت نفسها في خضم موجة من الأزمات المتصاعدة وفوضى المناخ والظلم العالمي المتجذر.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English