تخرج كوكبة من هواة الموسيقى بحضرموت

50 عازفًا وعازفة يرسمون لوحة فنية على نغم فريد
إكرام فرج
July 20, 2022

تخرج كوكبة من هواة الموسيقى بحضرموت

50 عازفًا وعازفة يرسمون لوحة فنية على نغم فريد
إكرام فرج
July 20, 2022

اشتهرت حضرموت بالفنّ والإبداع والحضارة مُنذ فجر التاريخ، فالموسيقى الحضرمية واحدة من أشهر أنواع الفنون العربية، إذ كانت حضرموت ولّادة للفنانين والملحِّنين والموسيقيين والكثير منهم ذاع صيتهم في العالم، وما زالت ترفد الساحة الفنية بأجيال متعاقبة من عشاق الفن ومتذوقيه.

لقرابة أربعة أشهر من التدريب المتواصل، الذي بدأ في التاسع من يناير/ كانون الثاني، إلى الرابع من يوليو/ تموز، تكوّنت لوحة فنية متكاملة لنحو 50 عازفًا وعازفة من هواة الفنون الموسيقية، وعلى مسرح جمعية فناني حضرموت تدرّب عددٌ كبير من محبّي الموسيقى وعشّاقها؛ وذلك لرسم صورة فنية على أوتار ألحانٍ وأنغام حضرمية فريدة على الآلات الموسيقية، منها العود والكمان والقانون والجيتار والأورج، وغيرها من الآلات الموسيقية.

نظرًا لذلك، ارتأت جمعية فناني حضرموت أن يكون مسمى الدورة باسم "المايسترو غالب اليزيدي"؛ وذلك تخليدًا وتقديرًا لدور المايسترو العظيم وللجهود التي بذلها على الصعيد الفني في حضرموت.

يؤكد محمد نور، مدير جمعية فناني حضرموت- الجهة المنظمة لهذه الدورة التي استمرت على مدى 6 أشهر، في تصريح خاص لـ"خيوط"، أنّ من أبرز أهدافها: تطوير وإبراز الشباب والفتيات في حضرموت، وتخريج كوادر فنية موسيقية، وأيضًا السعي في تكوين فرقة موسيقية تنبعث من حضرموت إلى كل أرجاء الوطن.

مشاركة المرأة

كانت وما زالت المرأة تقوم بدور فاعل في وضع بَصمتها في الفنّ والموسيقى في حضرموت، إذ كانت تشارك في المناسبات من خلال غنائها أو مشاركتها في الألعاب الشعبية القديمة المتعارف عليها.

كما تقدّم وتصرّ على ألّا تقتصر مشاركتها على الغناء فحسب، بل بالمشاركة في العزف على الآلات الموسيقية التي تسطر أروع أنواع التناغم ذات اللون والطابع الموسيقيّ الحضرمي بأناملها الجميلة.

تقول سلمى الجابري، عازفة الكمان، لـ"خيوط"، إنّ مشاركتها في دورة تعلم الموسيقى جاءت من منطلق الشغف والطموح في تعلم العزف على الآلات الموسيقية، ورغبتها في أن تعزف على مسارح عالمية ولا تقتصر على وصولها وعملها على النطاق المحلي أو العربي فقط.

من أبرز أسباب التراجع والخفوت التي عانت منه حضرموت لحقبة من الزمن، يرجع لعدم وجود معاهد متخصصة في الموسيقى، وغياب دور رعاية الشباب في مجال الفن، وعدم توفر الآلات الموسيقية، إضافة إلى وجود أفكار دخيلة تصف الفنّ بأنه نوع من أنواع الفساد.

تتحدث سلمى عن مشاركة المرأة في حضرموت، في الجانب الثقافي الفني، بأنه سيخلق لها آفاقًا جديدة، وسينعكس بدوره بشكل إيجابي عليها، وذلك لخوضها في تحقيق طموحها وهدفها.

ويضيف محمد أنور أنّ للمرأة في حضرموت مشاركات عديدة في الفن مُنذ القدم، في ظل ارتباط حضرموت بالفن في جميع مناحي الحياة.

تفرُّد يقابله خفوت

لا يغيب عن أحد جمال وروعة الفنّ في هذه المحافظة المتفردة بشتى أنواعه من الألحان والدندنات الشعبية والدان الحضرمي الذي يشكل أبرز فنون الغناء في حضرموت، والذي وصل صداه إلى شتى بقاع الأرض، بفعل أبنائه الذين يحملونه في حلهم وترحالهم.

يستطرد محمد أنور لـ"خيوط" قائلًا؛ إنّ للأغنية والموسيقى الحضرمية خصوصية وتفرد مختلف عن بقية الألوان اليمنية بشكل خاص، والعربية بشكل عام؛ وذلك يرجع إلى جودة كلماتها وأصولها وعمقها التاريخي، بالإضافة إلى سهولة فهمها وتأثيرها على مستمعيها، إضافة إلى سلاسة اللحن وجمال الكلمة، وأيضًا التميز جعل لها قابلية خاصة ليس في حضرموت فقط، بل بجميع قارات العالم أينما قصدها أبناء هذه المحافظة.

إذ عاشت الموسيقى بحضرموت حالة من التصحر والخفوت لأكثر من 30 عامًا، مما أدّى إلى عدم ظهور جمال وجوه جديدة تضاف للساحة الفنية في حضرموت، كل هذا انعكس بدوره على الموسيقى الحضرمية.

في هذا السياق، يقول محمد أنور، إنّ من أبرز أسباب التراجع والخفوت التي عانت منه حضرموت لحقبة من الزمن يرجع لعدم وجود معاهد متخصصة في الموسيقى، وغياب دور رعاية الشباب في مجال الفن وعدم توفر الآلات الموسيقية، إضافة إلى وجود أفكار دخيلة تصف الفن بأنه نوع من أنواع الفساد.

ويشير إلى الافتقار للدعم الكافي للنهوض بالفنّ والموسيقى في حضرموت بالمستوى الذي يليق بها والذي جاء في طليعة الصعوبات والتحديات التي تم مواجهتها خلال العمل في هذه الدورة، والتي نُظمت بجهود شخصية من قبل جمعية فناني حضرموت والمدربين.

•••
إكرام فرج

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English