صناعة الجبن "القاحزي"

فخر الأهالي المحمول على رؤوس الفتيات
مجيبة الشميري
July 15, 2022

صناعة الجبن "القاحزي"

فخر الأهالي المحمول على رؤوس الفتيات
مجيبة الشميري
July 15, 2022

تشتهر منطقة الأقحوز، الواقعة في منطقة شمير مديرية "مقبنة" في محافظة تعز، بصناعة الجبن البلدي "القاحزي" الذي تتفرد بإنتاجه كمهنة رائدة تتوارثها الأجيال في هذه المنطقة الواقعة غربي مدينة تعز التي تتميز بالجبن البلدي وصناعته المنتشرة في أكثر من منطقة في المحافظة.

يعتبر صناعة الجبن البلدي مصدر دخل غالبية سكان منطقة الأقحوز من شمير مقبنة الذين يعملون كذلك في مهن وأعمال أخرى كزراعة وتربية المواشي، بينما يبقى الجبن "القاحزي" المنتج الذي يفتخر كثير من أهالي هذه المنطقة بإتقان صناعته وانتشاره في مختلف الأسواق على مستوى مديرية مقبنة أو في المناطق المجاورة كالمخا، وفي مدينة تعز بشكل عام، فضلًا عن قيام المغتربين من أبناء هذه المنطقة وما حولها من مناطق شمير بحمله معهم في سفرهم وتسويقه وترويجه في المدن التي يغتربون فيها للعمل والتجارة، ويُعرف مدى ارتباط كثير من أبناء مديرية شمير بالهجرة والإقامة في بريطانيا.

مراحل صناعته

علاوة على تميُّز الجبن "القاحزي" بمذاق خاص بين جميع أنواع "الجبن البلدي" في اليمن، إلى جانب فوائده الصحية العالية، في حين يعتمد صانعوه على صغار الماعز للحصول على مادته الرئيسية.

كغيره من أنواع وأصناف الجبن البلدي، مثل: "العوب"، و"الهاملي"، و"العوشقي"، التي تتميز بصناعته منطقة موزع المجاورة لمديرية مقبنة، تتم عملية صناعته بتجفيف ما يعرف بكيس "الملبن" أو "اللفح"، الذي يستخرج من ماشية الماعز لعدة أيام، ومن ثم تقسيمها وإضافة الحليب إليها. بعد عمليات أخرى، يكتمل صنع الأطباق ويصبح حجمها مناسبًا، ومن ثَمّ توضع بين كومة حطب لحرقها وتدخينها، وهي العملية الأخيرة قبل نقل المنتج إلى السوق.

محمد عبدالكريم، أحد العاملين في صناعة الجبن، يشرح لـ"خيوط"، أنه بعد اكتمال المنتج ووصوله إلى المرحلة النهائية تبدأ عملية تسويقه، وهي المهمة التي يقوم بها فتيات وفتيان المنطقة، يضعونه داخل "حزبة"، كما ينطقونها بلهجتهم، وهي وعاء معدني، وهناك أصناف مصنوعة من الخزف، ومن ثَمّ الانطلاق به إلى الأسواق.

تحمل الفتيات "الحزبة" أو الوعاء على رؤوسهن، ويقطعن مسافة تتراوح بين 7 إلى 10 كيلو مترات، سيرًا على الأقدام، لبيع الجبن "القاحزي" في المناطق والقرى المجاورة.

وجبة مفضلة

يؤكد مانع الشميري، وهو من سكان هذه المنطقة في مقبنة، لـ"خيوط"، أنّ الجبن "القاحزي"، يعتبر الوجبة المفضلة لدى جُلّ قرى شمير ولا تخلو معظم الموائد منه، إذ يتميز بمذاق ونكهة خاصة، بخلاف الأصناف والأنواع المنتَجة في مناطق أخرى.

كما يحظى الجبن البلدي برواج كبير في المناسبات، لا سيما الأعياد، حيث تكون هناك حركة مرتفعة في الزيارات العائلية ليس فقط على مستوى المنطقة الواحدة أو بين منطقة وأخرى، إذ يكون الجبن "القاحزي" إحدى أهم الوجبات الرئيسية على موائد الإفطار ودخوله في إعداد وجبات أخرى، إضافة إلى حمله كهدايا يتبادلها الناس والأسر فيما بينهم أو إرساله إلى أقاربهم ومعارفهم في المدن ومناطق سكنهم وتواجدهم.

إسماعيل عبدالله، وهو من سكان مدينة الحُديدة، يتحدث لـ"خيوط"، أنّ الجبن البلدي وجبة مفضلة يحرصون عليها متى ما حصلوا عليه، إما عن طريق شرائه من الأسواق أو بإرساله من أقاربهم في مناطق شمير ومقبنة.

هناك أنواع مختلفة للجبن البلدي، تختلف من حيث الشكل والطعم والأسعار ومدة الصلاحية، منها ما يطلق عليه "العوبة"، يشبه الزبادي، ويحظى بإقبال موسمي عليه ما بين فترة وأخرى، حيث يتم الاتفاق مع بائع الجبن بيوم لكي يتم تحضيره؛ نظرًا لمحدودية صلاحيته التي لا تتجاوز أكثر من 24 ساعة، إلى جانب ما يُعرف بـ"الجبنة الخضراء" الطازجة وتحظى بإقبال كبير، بينما هناك أنواع مثل "العوشقي" الذي تصل مدة صلاحيته أكثر من 15 يومًا بالرغم من عدم احتوائه على أي مواد حافظة.

•••
مجيبة الشميري

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English