"باحشوان" و"بنقالة"

شاعرٌ وملحِّن مجدِّد، وموسيقيّ رائد في تأسيس الفرق الفنية
هشام السقاف
February 15, 2024

"باحشوان" و"بنقالة"

شاعرٌ وملحِّن مجدِّد، وموسيقيّ رائد في تأسيس الفرق الفنية
هشام السقاف
February 15, 2024
.

(1) أول مؤسس للفرق الموسيقية في المهجر وفي حضرموت

علي عبدالرحمن السقاف (بنقالة)، من مواليد عام 1914، وهو بحسب المهتمين بالموسيقى الحضرمية، أولُ مؤسس للفرق الموسيقية في المهجر وفي حضرموت. كان موسيقيًّا بارعًا، على معرفة ودراية بالموسيقى، ودرّب الكثير على أصول العزف بالنوتة، ما أدّى إلى رفع مستوى الموسيقى في الغناء الحضرمي، في وقت مبكر من القرن الماضي.

نشأ علي بنقاله في سيئون، وتلقّى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية فيها حتى بلغ ربيعه الخامس عشر. كان والده عبدالرحمن عازفًا ومغنّيًا، فشبّ الفتى ميّالًا للموسيقى. غادر إلى شرق آسيا بناءً على رغبة والده، واستقرّ في إندونيسيا وسنغافورة 18 سنة. 

أسّس في العام 1938، فرقة الجنوب العربي الموسيقية في سومطرة بإندونيسيا، وكان مولعًا بأغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب المشهورة، وكان يُجيدها عزفا وأداءً، وكانوا يُطلقون عليه "عبدالوهاب جاوا". 

وفي العام 1939، أسّس علي بنقالة فرقة جوهرة الموسيقيّة في سنغافورا.

في عام 1947، عزم على العودة إلى حضرموت، وفي العام 1948 أسّس الندوة الموسيقية الحضرمية، وكان من أفرادها: المرحوم سالم علي الحامد، والمرحوم سالم محمد الحامد، والمرحوم علي محمد السقاف (فرقز)، وجعفر السقاف، والمرحوم علي إبراهيم، وحسن الشاطري، وغيرهم.

أول ظهور لفرقة (الندوة) الموسيقية الحضرمية، كان بقيادة الفنان علي بنقالة. ومن خلال تلك الفرقة، دخلت بعض الأغاني التراثية دائرة الضوء، وتم تطويع الدان الحضرمي للآلات الموسيقية الوترية.

في مطلع الخمسينيات، شدّ الفنان علي بنقالة الرحال إلى شرق إفريقيا عبر ميناء عدن، وأسّس فرقة (جوهرة) الموسيقية في مدينة مومباسا، فتألّقت نشاطاته الفنية هناك.

في العام 1953، غادر علي بنقالة مومباسا في طريقه إلى عدن، حيث سجّل فيها مجموعة من الأغنيات على أسطوانات حجرية، الرائجة آنذاك في عدن. 

انضمّ علي بنقالة إلى رابطة الموسيقى العدنية، حيث الفنان سالم أحمد بامدهف من أبرز مؤسسيها، وقد تشكّلت بعد ثلات سنوات من تأسيس ندوة الموسيقى العدنية في العام 1948، ومن ضمن الفنانِين المطربين والملحنين في صفوف رابطة الموسيقى العدنية: سالم أحمد بامدهف، ومحمد سعد عبدالله، وعلي بنقالة.

في عام 1962، عاد الفنان علي بنقالة إلى سيئون، وأعاد تشكيل فرقة الجوهرة الموسيقية. وفي عام 1968، استقدم الفنانَين: محمد بن سالم شامخ، وعلي أبوبكر العطاس، إلى وادي حضرموت، للمشاركة في إحياء حفل ساهر لنادي الأحقاف. 

بعدها قرر المضي في جولة إلى المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين، للتعرف على الساحة الفنية هناك في فترة الخمسينيات، وتعرف على الموسيقار طارق عبدالحكيم، والفنان طلال مداح، وحصل على عددٍ من النصوص الغنائية، ووضع لها ألحانًا، وسجّلها في إذاعات جدّة والكويت والبحرين. 

شكّل بنقالة في جدة، في الخمسينيات، فِرقًا فنية، وكان عازفًا على العود، وكان باشريف عازفًا على الكمان، فيما كان فرج علي مرسال عازفًا على الناي. وإحدى تلك الفِرق صاحبت الفنان محمد عبيد باسليم في تسجيلات بعض الأغنيات لإذاعة جدة.

صورة نادرة لأول فرقة موسيقية بسيئون أسسها المرحوم علي بنقاله... هو في الصورة عازف العود

في عام 1962، حمل الفنان علي بنقالة عصاه وعاد إلى مسقط رأسه سيئون، وأعاد تشكيل فرقة الجوهرة الموسيقية، وأحيت سهرة نظّمها اتحاد الطلاب الحضارم في سيئون عام 1963. وفي عام 1968، استقدمَ الفنّان علي بنقالة الفنانَين: محمد بن سالم شامخ، وعلي أبوبكر العطاس، إلى وادي حضرموت للمشاركة في إحياء حفل ساهر لنادي الأحقاف الرياضي في سيئون.

قاد بنقالة الفرقةَ الموسيقية، ووسّع في نشاطها لتشمل تريم وشبام ومناطق أخرى.

ويعتبر من مؤسسي فرع اتحاد الفنانين في سيئون، ومن مؤسسي فرقة الوادي الأخضر الموسيقية في سيئون، ورافقه في هذه الفترة عبدالله بن محمد الهادي، والأستاذ حسن بن طالب العامري. 

تُوفِّي في 7 يناير 1991.

أجمل أغاني باحشوان وألحانه هي التي استقاها من الموروث الشعبي والأهازيج وغناء الفلاحين والبدو والبنائين والحرفيين من بيئته المعطاءة في وادي حضرموت.

(2) شاعِرٌ ومُلحِّن مُجدِّد للأغنية

وُلد الشاعر والملحّن الكبير محفوظ صالح باحشوان، عام 1933، بمدينة تريم بمحافظة حضرموت، وتلقَّى تعليمه بمدارسها الأهلية. صاحِب العديد من الأغاني الطربية التي لاقت، وما زالت، جماهيريةً عريضة كـ: (يا عيني على الصبر)، و(شربة ماء وا حبايب)، و(قال المعنّى خو حسن)، و(حولاه الليلة)، و(ليالي الريف)... إلخ. غنّاها كبارُ المطربين داخل اليمن وخارجها، كسميرة سعيد، ومن اليمنيين: كرامة مرسال، وحسن باحشوان، وبدوي زبير، وهود العيدروس، ومعظم الفنانين. 

أجمل أغانيه هي التي استقاها من الموروث الشعبي والأهازيج وغناء الفلاحين والبدو والبنائين والحرفيين من بيئته المعطاءة في وادي حضرموت.

للشاعر مجموعة دواوين، منها: "أنين الحائرين"، و"أغنيات للحياة"، و"العيون العاشقة"، و"طائر الشوق".

وله مسرحيتان غنائيّتان، هما: "الذئاب الناطقة"، و"فتيان القرية"، وأخيرة مُثّلت على مسارح سيئون.

للشاعر أيضًا أشعار كشكول محو الأمية، وتحتوي على مسرحية غنائية، قامت بتمثيلها الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة الشعبية بالمحافظة، وقد نال الشاعر عنها شهادات تقديرية، وميداليةً من اللجنة العليا ولجنة المحافظة في حضرموت.

للشاعر مجموعة قصائد، بعنوان: "ثلاثون ليلة وليلة في ذي البلاد الجميلة"، وله ملحمة غنائية بعنوان: "شمس الزمان وحديث التاريخ". 

للشاعر تجربة ناجحة في التلحين بشتى أشكاله؛ الجماعي والفردي، العاطفي والوطني، وفي الأوبريتات التي ألّف كلماتها وألحانها، وعرضت على مسارح اليمن، مثل:

أوبريت: عناق الأمل

أوبريت: الالتحام

أوبريت: عودة الروح

أوبريت: بدو الجبل

ديالوج: نداء القمر

تُوفِّي في الثاني من يناير 2003 

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English