خزعل الماجدي.. والحضارة اليمنية

سبيكة متقنة لإنسان جمع متناقضاتها بعبقريةٍ نادرة
خيوط
October 4, 2022

خزعل الماجدي.. والحضارة اليمنية

سبيكة متقنة لإنسان جمع متناقضاتها بعبقريةٍ نادرة
خيوط
October 4, 2022

أصدر الشاعر والباحث والمؤرِّخ العراقي المعروف (خزعل الماجدي)، مؤخّرًا كتاب: (الحضارة اليمنية)، بجزْأَين عن دار الرافدين في بيروت ومنشورات تكوين في الكويت، ضمن سلسلة كتبه في (تاريخ الحضارات)؛ وتزامنَ صدور الكتاب مع افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي افتُتح الخميس الماضي 29/ 9/ 2022.

يتكون الجزء الأول من الكتاب من ثمانية فصول، وقد جاء في كلمة الغلاف الأخير لهذا الجزء: 

"الحضارة اليمنية جوهرة نادرة بين حضارات العالم القديم، فهي تتناظر وتلتقي، بإطارها العام مع تلك الحضارات، لكنها تنفرد عنها بخصوصيتها التي تُعطيها مكانة خاصة بينها".

يرى الكتاب أنّ هذه الحضارة استطاعت ترويض بيئتها الجغرافية والمناخية لصالح بناء قاعدةٍ زراعية متقدمة، رغم تذبذب أمطارها الموسمية وعدم وجود أنهارٍ فيها، وقد دفع ذلك بها نحو الابتكار العبقري لبناء السدود العظيمة والصهاريج والأحواض الصخرية، ثم التحكم بسيول الطمي والأمطار وخلق بيئة زراعية خصبة تكفّلَت بتوفير معظم غذاء أهلها طيلة زمن تلك الحضارة. ثم منحت أرضها، دون بقاع العالم كلّه، مصادر البخور واللُّبان واللَّادَن والمرّ والعطور والتوابل، فصارت اليمن مركز العالم التجاريّ بها، ومنحها هذا المنجز فرصةَ التلاقح مع حضارات وشعوب العالم. 

الجزء الأول من كتاب الحضارة اليمنية، يصفُ ويحلّل ويناقشُ ثمانية فصولٍ مزوّدة بالمراجع والجداول والصور، سبعة منها مخصصة لعناصر هذه الحضارة، وهي العناصر: (الجغرافية، التاريخية، السياسية، القانونية، العسكرية، المدنية، الاقتصادية)، ويقدّم لها بفصلٍ تمهيديّ هو عبارة عن مدخلٍ لليمن والتعريف به وبمراجع الدراسات الخاصة به، والعلماء الذين عملوا على تنقيب آثاره وتدوين وقراءة نقوشه المكتوبة. 

الجزء الثاني من الكتاب، يستكمل صورة هذه الحضارة بتسعة فصولٍ جديدة، بعد الفصول الثمانية للجزء الأول، حيث يصفُ ويناقشُ ويحلّلُ ثمانيةَ عناصر من حضارتها، هي العناصر: (الفكرية، الاجتماعية، النفسية، المادية، الدينية، العلمية، الفنية، الأخلاقية)، ويختتمها بفصلٍ خاصٍّ بتقييمها وذكر منجزاتها المتفردة.

يقول الكاتب عن هذا الإصدار، بجزأَيه:

«وبذلك نكون قد قدّمنا، في الجزئين، كامل عناصر الحضارة التي درجنا على تقديمها في كتبنا عن الحضارات كلّها.

ولا بدّ من القول إنّ الإنسان اليمنيّ صنع حضارة عظيمة واستطاع أن يقدّم، في سبيكة واحدة متقنة السبك، الكثيرَ من المتوازيات أو المتناقضات التي جمعها بعبقريةٍ نادرة، فهي حضارة خضراء بين الصحارى والبحار، وبين الممالك والقبائل، وبين المدن والقرى، وبين العبادات القديمة والتوحيدية، وبين الزراعة والتجارة، وبين التوق لتوسيع نفوذها والانكماش على ذاتها، حضارة سادها توتّرٌ خلّاقٌ أنتج، في جدله، حلولًا جديدة تنمُّ عن عبقريةِ شعبها وقدرته على التكيّف والابتكار. 

الكتاب استعان بأفضل وأكثر البحوث العلمية أكاديمية، وكانت رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراة عن اليمن عونًا لنا على تقديم صورة علمية عن هذه الحضارة، وهو ما جعلنا نبتعد، كليًّا، عن جميع المرويات الدينية والتاريخية بسبب عدم دقّتها، وكانت الآثار فقط هي سبيلنا للبحث، مزوّدين الكتاب بأفضل ما تقصّيناه من صورٍ وجداولَ وتعاريفَ موجزة».

وخزعل الماجدي باحث من العراق، مُتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، وشاعر وكاتب مسرحي، وُلِدَ في كركوك 1951. له ما يزيد على خمسين مؤلفًا، تنوعت بين علم الأديان والحضارات، والشعر والمسرح. كُتبت جلّ أعماله باللغة العربية. 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English