(يا عم منصور يا مروّح البلد)

أغنية المسكونين بالحنين
خيوط
November 20, 2022

(يا عم منصور يا مروّح البلد)

أغنية المسكونين بالحنين
خيوط
November 20, 2022

يقول الفنان الراحل محمد علي ميسري عن أغنيته الذائعة (يا عم منصور يا مروح البلد): 

"كتبُتها متأثرًا بالحنين إلى الوطن والأهل، وبلواعج نيران البعد والغربة والاشتياق؛ فقد كنت حينها في كوريا [الشمالية] مشارِكًا في إحدى المهرجانات الشبابية ضمن وفد اليمن [الجنوبي]، فهفت نفسي إلى بلادي وأهلي، وشعرت بحنين جارف وشوق كبير للوطن، فبدأت أكتب الكلمات كمقدمة عمل جديد يُعبِّر عن هذا الشعور، وبدأت فعلًا في وضع اللحن بعكس طريقتي المعتادة، ثم استكملت الكلمات واللحن بعد عودتي للوطن بثلاثة أشهر، ثم قدّمت الأغنية هذه لأول مرة في الكويت عندما كنت في زيارة لها".

تقول كلمات الأغنية: 

يا عم منصور يا مروّح البلد

سلِّم على أهلي شيبتهم والولد

وبلّغ الشوق باهي الوجن والخد

من حلّ في الحشا حبّه وفي الكبد

شوقي لهم زاد ولوعتي أشد 

ما طاعني الرقاد أصل الغربة نكد

أمسي مع الليل ضناني القهد

لا عيش طاب لي ولا جفن لي رقد

كتبت مرسال ولا استلمت رد

هل هم نسوني أو سووها بالعمد

صحيح وعدتهم بالوصل يوم غد

ولا بدّ ما يوفي الحرّ لو وعد

يا منية الروح يا حبّي للأبد 

من فرقتك أنا أعد الليالي عد

حتى اسألي الليل والطير لو غرد

يشهد على حبي الواحد الأحد

حبّي من الفراق ليلي وانا واتنهد

يا مرسلي روح عليك باعتمد

في غربتي بكيت واتعبني الصدد

حقّق لنا اللقاء يا ربّ يا صمد.

ومثل كثير من الأغاني اليمنية الذائعة، تم السطو على (يا عم منصور) وتم تنسيبها لواحد من الفنانين الخليجيين بعد غنائها الأول في الكويت، إلى جانب أغنيتين أُخرَيَين تم السطو عليهما، وهما: (ليش زعلان مني) و(شي معك لي أخبار)، كتب كلماتهما الشاعر عبدالله مقادح.

عن الفنان

من مواليد منطقة دثينة (مودية) في محافظة أبين، في 1947، وتُوفِّي في إحدى مشافي عدن في فبراير 2016، بعد مرضٍ طويل، وبين الميلاد والوفاة تحضر سيرة الميسري كقامة فنّية وتربوية كبيرة، ابتدأها حينما كان مُعلِّمًا في مدينة مكيراس في العام 1962، بمعية مدير المدرسة بامقيبل (حضرمي كان يهوى الموسيقى ويمتلك عودًا، لكنه لم يك يجاهر بهوايته بسبب مكانته)، وحينما غادر بامقيبل، مكيراس في 1965، أهدى العود للميسري، الذي عاد به إلى دثينة كأول "آدمي في المنطقة يعزف ويغنّي، فبدأت تواجهه بعض المشاكل والصعوبات من بعض الأفراد في المجتمع، ولكنه اجتازها وبدأ يجمع حوله بعض الشباب في المنطقة الذين شكّل بهم أوّل ندوة موسيقية في تاريخ مودية في آواخر نفس العام". 

استمرت الندوة الموسيقية في دثينة، والتي أخذت تسميتها بالمشابهة من (الندوة الموسيقية العدنية) و(الندوة الموسيقية اللحجية)، في نشاطها حتى العام 1968، حينما تم تغيير اسمها إلى (فرقة فحمان الموسيقية)، لتشارك بعدها في العديد من الفعاليات الفنّية في المناسبات الوطنية والثقافية، ومعها سيحقّق الميسري الكثير من الانتشار، وستغدو أغنيته المعروفة (يا فلاحة) عنوانًا عريضًا في مشواره الفني والتي تقول بعض كلماتها:

 يا فلاحة فوق السوم     عيونك سبوني

وضحكات الشفايف      صادوني وكووني

وروَّحتْ يا غالي       وطيفك في خيالي

وذكرك في بالي      واسمك في العلالي

ويقول الميسري عن هذه الأغنية أنّه كتب كلماتها أثناء عودته مع مجموعة من أصدقائه من منطقة المحفد في 1969، وقفزت إلى ذهنه حين شاهد مجموعة من الفلاحات وهنّ يفلحن الأرض، ويشاركن في الحصاد، ويسرن فوق الأسوام يحملن الحشائش على رؤوسهن، فتأثّر بهذا المنظر وكتب القصيدة، والتي اعتبرها أول أغنية تكتب لهذه الشريحة من المزارعين في اليمن.

أما أول أغنية قام بتلحينها وغنائها أثناء قيادته للندوة الموسيقية في دثينة (مودية)، فهي من كلمات زميله المدرس في لودر مهدي صالح، واسمها (يا طير السحر):

 يا طير السحر

أيش هذا الخبر

اللي جاء خطر

عن حبي النظر

قالو لي طريح 

أمّا أكثر الفنّانين تأثيرًا فيه، في بداية مشواره الفنّي، فكان محمد مرشد ناجي، وقال إنّه كان حينما يسمع عن حفلة للمرشدي، يترك مودية أو لودر ليحضر إلى عدن لإشباع شغفه بصوت المرشدي.

_________________

المصدر: 

كتاب "من تاريخ الأغنية في لحج وعدن وأبين"، محمد بن ناصر العولقي، اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين ومركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء، الطبعة الأولى 2005، ص145 وما بعدها. 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English