الحرب تسرق فرحة الفقراء

أطفال يستقبلون العيد بملابس قديمة
عبدالكريم عامر
May 1, 2022

الحرب تسرق فرحة الفقراء

أطفال يستقبلون العيد بملابس قديمة
عبدالكريم عامر
May 1, 2022

عدد غير قليل من أطفال الفقراء، يستقبلون عيد الفطر هذا الموسم، بملابس قديمة، ووجوهٍ تكاد تخلو من ملامح البهجة، كون أسرهم عاجزة عن شراء ملابس جديدةٍ لهم من أسواق صنعاء التي يخيم عليها ركودٌ ملحوظ في ذروة موسم التسوق الحالي. 

في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أغلب الأسر اليمنية، حُرم آلاف الأطفال من كسوة العيد هذا العام؛ نظرًا لضائقة الحال التي تعاني منها عائلاتهم، إضافةً إلى الزيادة الجائرة في أسعار الملابس في أسواق صنعاء، حيث شهدت تراجعًا كبيرًا وغير مسبوق في حركة البيع. 

مجيب المشولي، صاحب محل للملابس بشارع جمال (وسط صنعاء)، يؤكد لـ"خيوط"، أن ارتفاع الأسعار جعل السوق راكدًا، نظرًا لحالة الفقر التي يعيشها أغلب اليمنيين، وانعدام مصادر الدخل، قائلًا: "لم يسبق أن انتشر الفقر في صنعاء كما هو حاصل اليوم، لكأنه إرادة وتوجه محسوب من قبل أطراف الصراع في البلاد، كوسيلة للإخضاع". 

فرحة مسلوبة

تكتمل بهجة العيد لدى الأسر، بسعادة أطفالهم التي تجعل للعيد مذاقًا مميزًا، إلا أن تلك السعادة لم تعد في متناول أطفال الفقراء الذين سرقت الحرب بهجتهم. الطفل مبارك، قال لـ"خيوط": "أبي ما اشترى لنا ملابس جديدة للعيد، لأنه لا يوجد لديه المال. يوم العيد سنظل في البيت؛ لا نريد أن يعرف أحد أننا بدون كسوة". 

ومثله الطفل أيمن عبدالله، الذي يتساءل: "كيف أفرح بالعيد؟ ليس معي ملابس جديدة، بابا لا يستطيع أن يشتري لي كسوة للعيد". أما الطفلة خلود نبيل، فتقول إنها ليست سعيدة بقدوم العيد؛ "معي ملابس بالية (قديمة)، ماما مش قادرة تكسيني، وبابا بدون راتب"، تعلل.

لا وضع أقسى على الآباء أمام أطفالهم، من عجزهم عن توفير مستلزماتهم العيدية، من كسوة وغيرها من المتطلبات الضرورية، الأمر الذي جعل العيد بالنسبة لهؤلاء، أشبه بأجواء كئيبة.

ترتسم ملامح البؤس والحزن خلال أيام العيد، على مُحيا كثيرٍ من الأطفال، الذين حرمتهم قسوة الظروف، من ارتداء الملابس الجديدة، حيث لا إحساس لديهم بأي اختلاف في يوم العيد عن باقي أيامهم العادية، كون مرورها بالنسبة إليهم، ليس سوى ذكرى حزينة. 

فرحة مسلوبة

بحلول عِيد الفطر، لم يقتصر الحزن على أطفال الفقراء فقط، بل يمتد ليشمل جميع أفراد أُسرهم. تقول أم ضياء لـ"خيوط": "العيد الحقيقي هو فرحة أطفالنا بملابسهم الجديدة وألعابهم، وإذا ما لبسوا جديدًا، يصير جو العيد في بيوتنا حُزنًا ودموعًا".

بينما يقول الموظف الحكومي إبراهيم بعثر، لـ"خيوط": "نذهب إلى السوق ولا نستطيع أن نشتري شيئًا؛ كل شيءٍ ارتفع سعره، نحن غير قادرين على إدخال مشاعر فرحة العيد إلى قلوب أطفالنا، بسبب سوء حالتنا المادية". 

أصبح غالبية السكان في صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، تحت مستوى خط الفقر؛ إذ تتزايد أعدادهم باستمرار، الأمر الذي جعلهم عاجزين عن شراء ما يحتاجه أطفالهم من مستلزمات العيد بشكل باعث على الألم.

يعيش الأربعيني محسن الدربي وأطفاله وضعًا معيشيًّا قاسيًا، حرمه من شراء كسوة جديدة. يقول الدربي لـ"خيوط": "الحرب أفقرتني؛ لم يعد في إمكاني الذهاب إلى السوق، لأشتري لأطفالي كسوة العيد، لأن أسعارها غالية، حالتي المادية لا تسمح. عَدِمنا كل شيء، ما كأنه العيد قادم". 

لا وضع أقسى على الآباء أمام أطفالهم، من عجزهم عن توفير مستلزماتهم العيدية، من كسوة وغيرها من المتطلبات الضرورية، الأمر الذي جعل العيد بالنسبة لهؤلاء، أشبه بأجواء كئيبة يخالطها الحزن تارةً، ونوبات البكاء تارة أخرى. كما هو حال الطفلة نجلاء، التي قالت لـ"خيوط"، إنها تظل تبكي في العيد؛ لأنه ليس لديها كسوة جديدة، أسوة بصديقاتها، لتفرح مثلهن. 

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English