تهليلٌ في وجعي غير المقروء

عبدالودود سيف
January 1, 2023

تهليلٌ في وجعي غير المقروء

عبدالودود سيف
January 1, 2023

لكأن بعضَ الحلمِ ظنٌّ. أو كأنّ الغيمَ أسماءٌ

لأحلامٍ:

تجيء إليك واضحةً.. بشكل القلب، أو أشهى.

وأنت كمن يعاودُ سيرةً. ولبثتَ تكتمُها

فعدتَ مشتَّتًا بالشّكِّ،

تقنص منك ما ينأى

وترتقُ فيك ما يبلى.

وأنتَ مبدَّدٌ

بين القصيدةِ حين يحجبُها القميصُ عن الغمامِ،

وبين قلبكَ.. حين يلبسهُ الغمامْ.

فتجيء لا شفعًا.. ولا وترا.

كأنّ الغيمَ فضَّةُ بدئك الأولى

وخاتَمُك الزجاجْ.

وهواكَ: أوّلُ ريشِ طيرٍ حائمٍ في الأفقِ

أو هذا الغمام المستريحُ كنبتةٍ

من فوق تل القلبِ،

مرتبكًا تجيء إليكَ في نايٍ

وريحُك لا تخيّم في مدى.

ومداكَ أضيقُ من قصيدتك الأخيرة

أو أشدُّ مضاضةً.. مِن حبِّ كلّ الأصدقاءْ.

لكأنّه التعبُ الأخير يجيء مستوفى

إليكَ. وما سها:

أحلى.

فغضّ الطرفَ إنّك من هديلٍ. أو شذى.

واصعدْ.. لأول ما يحدُّك من مُدَى.

واصعد.. كأنّكَ لا ترى أحدًا.

وباقي القلب صاريةٌ بكفّكَ، والأسى مرسى

وقلْ: إنّ الذي كانَ، انتهى

-قبل ابتدائك- والذي

يمشي إليك الآن،

يأخذُ في يديكَ إليكَ، من بَدءٍ

وترجع واحدا.

“ذهب الذين تحبّهم..”

وبقيتَ مثلَ الخيط ترتقُ فيك ما يبلى.

وأنت كمنْ يخطُّ بخاتمٍ في الطينِ

أو يبني بأعقاب الرمادِ أهلّةً

متنكِّرٌ في زيِّ مبهوتٍ:

تصدّقُ؟ أم تصدّقُ؟ والبكاء..

نهاية الحلم الزلال وقبّةُ التعب الأجاجْ.

قلْ أنتَ أوضحَ هكذا!

قبلَ البكاء بغيمةٍ

بعد الغمام بمديةٍ

وهواك خاتمةٌ. فمن أين ابتدأتَ.. فثمّ وجه غمامةٍ تُتْلى

وطلعُ قصيدةٍ أخرى.

إذن سأقول: إنّ الغيم أوّلُ ما أرى

والغيمُ آخِرُ ما أرى

وأنا كمن آتي، فأرسمُ بالغمام أسِرّةً

وأخيطُ من ريشِ الغمامِ وسائدا.

يا أيُّها المَلَكُ المشرّدُ في هواي المستباح

وفي نثار أهلّتي القتلى

أعرني إذْ رجعتُ إليكَ اسمًا آخرا

قلْ: إن بعض الحُبِّ ظنٌّ.. والصدى

رن لأول قُبلةٍ في الصوت.. لكني اتسعتُ

كجرةٍ.

ورجعتُ لا ماءَ.. ولا رملا.

•••
عبدالودود سيف

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English