يعملون في الفل ولا يتزينون به

معاناة ممزوجة برائحة الياسمين
خيوط
November 18, 2021

يعملون في الفل ولا يتزينون به

معاناة ممزوجة برائحة الياسمين
خيوط
November 18, 2021

"تعمل في الفل ولا يمكنها التزين به"، قالها أحمد عمرو (اسم مستعار)، وهو أحد العاملين في بيع زهور الفل في محافظة الحديدة، معبرًا عن وضع العاملين في هذه المهنة عمومًا، والمرأة التهامية العاملة خصوصًا، وهي جملة تنبعث منها رائحة المعاناة ممزوجة برائحة الياسمين (الفل) الذي يعمل فيه أبناء تهامة.

الفل أو ما يعرف بـ(امزهر) باللهجة التهامية، هي نبتة عطرية ذات رائحة زكية، تزرع في تهامة في فصل الصيف، يعمل فيها الكثيرون من أبناء المحافظة، حيث تعتبر مصدر دخل رئيسي للعديد من سكانها.

ويتميز الفل التهامي بأنواعه العديدة، وينسب كل نوع إلى منطقة زراعته؛ فهناك الفل العباسي نسبة إلى قرية العباسي بمديرية بيت الفقيه، والذي يعد أفضل أنواع الفل، ويتميز برائحته الزكية ومقاومته للعطب، والمغرسي نسبة إلى قرية المغرس التابعة لمديرية التحيتا، والزيدي كذلك نسبة إلى مديرية الزيدية، وترتديه النساء للزينة، كما يمكن أن يتزين به الرجال أيضًا. يمر الفل بالعديد من المراحل التي تبتدأ بزراعته ثم بقطافه وتشكيله وتوزيعه على السوق المحلية والخارجية.

بائع الفل

ورث أحمد عمرو بيع الفل من أجداده، ويروي معاناة الكثيرين من أبناء تهامة الذين إن لم يسحقوا بآلة الحرب، سحقوا بالجوع وخراب الديار، ففي ظل هذه الظروف التي لا يمكن نعتها بأقل من مزرية، انحسرت زراعة الفل والعمل فيه، وانعكس ذلك بشكل سيئ على القائمين عليه.

هناك عاملون متخصصون في تشكيله بأشكال متعددة منها، ويستغرق ذلك وقتًا طويلًا نسبيًّا؛ فهناك (الكبش) ويُطلَق على العقد الكبير الذي يلبس في الرقبة، و(الهمش) وهو ما تتزين به النساء في الرأس ، وهناك أشكال عدة تصنع وتشكل بحسب طلب الزبائن.

يعمل أحمد في توزيع الفل العباسي منذ أكثر من عشرين عامًا، ويعتبر العمل في الفل مصدر دخله ودخل الكثيرين من أبناء قرية العباسي التابعة لمديرية بيت الفقيه، حيث عزى تدهور حال زراعة الفل والعاملين فيه إلى الكثير من الأسباب التي تتمحور جميعها حول الحرب وآثارها التي لم تقتصر على الزراعة فقط، بل على جميع جوانب الحياة في المحافظة.

يقول أحمد إن الكثير من مزارع الفل في القرية تعرضت لقصف طيران التحالف منذ أكثر من سنتين، وأصبحت الأرض جرداء غير صالحة للزراعة، وكذا انقطاع الطرق وتوقف التصدير للسعودية منذ سنتين.

أشكال وأسواق

تعد السعودية من أكبر الأسواق للفل اليمني، وذلك لكون الإنتاج عاليًا ويصل إلى أربعين مليون حبة من الفل يصدّر في اليوم الواحد، وكذا بسبب إغلاق الكثير من الأسواق المحلية، مثل (عدن، وصعدة، ورداع) بفعل قطع الطرقات وظروف الحرب في البلاد، ما أرغم الكثير من العاملين في الفل الذين تدهورت أوضاعهم إلى ترك قراهم والبحث عن عمل في مناطق أخرى، فإذا لم يكن هناك فل فبالتأكيد هناك جوع.

يضيف أحمد: "النساء والأطفال يعملون في قطف وتشكيل الفل بمبالغ زهيدة، فللعامل ثلث ما أنتج، ويتم احتساب الإنتاج بالحبة.

كما أن هناك عاملين متخصصين في تشكيله بأشكال متعددة منها، ويستغرق ذلك وقتًا طويلًا نسبيًّا، فهناك (الكبش) ويُطلَق على العقد الكبير الذي يلبس في الرقبة، و(الهمش) وهو ما تتزين به النساء في الرأس ، وهناك أشكال عدة تصنع وتشكل بحسب طلب الزبائن، وكل هذا يصنع بمبلغ زهيد، إذ لا يعدو قيمة العقد 100 ريال.

بفعل تراكم الأسباب التي صنعتها الحرب أصبح الفل بضاعة مزجاة، انخفض على إثرها مستوى الإنتاج وارتفع الفقر والعوز للعاملين والقائمين على هذا المحصول الذي تزدهر وتشتهر به تهامة.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English