المقشامة.. مساحة رمضان المفتوحة

فرصة للابتعاد عن هموم الحياة اليومية
خالد عبدالواحد
April 22, 2022

المقشامة.. مساحة رمضان المفتوحة

فرصة للابتعاد عن هموم الحياة اليومية
خالد عبدالواحد
April 22, 2022
© Khuyut

خلال أيام شهر رمضان، يتحضر محمد علي، بعد صلاة العصر للخروج، من المنزل، للتجول وقضاء وقت ممتع، في الأسواق والحدائق والأماكن المفتوحة، و"المقشامة" أكثر الأماكن التي يزورها، خلال شهر الصيام. 

يتجول محمد في "المقشامة"، لمشاهدة المناظر الخضراء الخلابة، ومتابعة عملية قلع الفجل والجرجير من قبل المزارعين، فضلًا عن استطلاع عملية البيع والشراء، وازدحام الناس على الخضراوات.

والمقشامة مكانٌ مفتوح يتشكل من عدة حقول زراعية، يقع أمام مبنى دار الرئاسة في منطقة السبعين (شمال شرقي صنعاء)، وهو متنزه رئيسي خلال شهر رمضان، يضم مزارع مخصصة لزراعة الخضروات (الفِجل، والنعناع، والجرجير، والنباتات العطرية" والتي باتت منذ عقود مقصدًا للمئات من السكان، الذين يتوافدون بشكل يومي إلى المكان خلال الساعات التي تسبق الإفطار للتجوال بين الحقول وشراء الخضروات الطازجة من المزارعين. 

يقول الثلاثيني محمد علي، لـ"خيوط"، إنّ المقشامة أكثر مكان يرغب بزيارته خلال شهر رمضان، إذ يتجول بين المزارع، واستنشاق هواء نقي، ومشاهدة أطفاله وهم يلعبون ويمرحون في هذا المتنفس. 

ويُقبل الكثير من اليمنيين على زيارة المقشامة، خلال شهر الصيام، حيث يراها بعضهم مساحة هادئة للهروب من ضجيج المدينة، فيما يراها آخرون فرصة للابتعاد عن الواقع المتردي وهموم الحياة اليومية التي تسببت بها الحرب الدائرة في البلاد. 

الشاب العشريني محمد عقلان، هو الآخر يزور "المقشامة" بشكل شبه يومي للتنزه مع أصدقائه وشراء الخضروات، إذ يرى فيها منطقة ريفية في قلب المدينة، تبعث على السعادة والفرح.

توفر "المقشامة" فرص عمل للعشرات من العمال في الحقول وبيع الخضروات، والباعة المتجولين، ويعد شهر رمضان موسمًا للكثير منهم لزيادة مستوى دخله في مثل هذه الفرص الموسمية

يقول عقلان لـ"خيوط": "أحب زيارة "المقشامة"، لأنها تذكرني بالقرية، وأجواء رمضان في الريف، إضافة إلى شراء الخضروات التي تسقى بمياه نظيفة وتقطف من الحقل مباشرة، وبسعر أقل بكثير من السوق". 

من ناحيته يرى عبدالله البعداني، وهو أحد رواد "المقشامة" في رمضان، أن زيارتها يعد طقسًا رمضانيًّا، اعتاد عليه، ويجد فيه استراحة، لاستنشاق هواء نقي وشراء بعض أصناف الخضروات. 

يشعر البعداني في الأماكن الأخرى المختلفة من المدينة أنها بحاجة للأكسجين وهو ما يدفعه لكي يأتي إلى هذا المكان، والذي يذكّره بالريف من حيث الجو والناس وهم يشتغلون ويحصدون الخضروات.

وتوفر "المقشامة" فرص عمل للعشرات من العمال في الحقول وبيع الخضروات، والباعة المتجولين، ويعد شهر رمضان موسمًا للكثير منهم لزيادة مستوى دخله في مثل هذه الفرص الموسمية.

كما أنّ هناك عددًا كبيرًا من "المقاشم" المنتشرة في مختلف المدن والأرياف اليمنية، لكن وجودها في العاصمة صنعاء له حضور يضفي على المدينة جمالًا مضاعفًا باعتبارها جزءًا أصيلًا من تخطيط المدينة التاريخية.

في وقت الظهيرة، ينطلق عبدالله الذماري إلى الحقول للعمل في قلع الفجل، للزوّار الذين يتوافدون إلى الحقل، ويجني مقابل هذا العمل ثلاثة آلاف ريال كل يوم أجر عمله. يتحدث الذماري لـ"خيوط"، بالقول إن عمله في هذه المزرعة يتركز في قلع الفجل وبيعه واستلام أجرته قبل حلول المساء.

ويعد البيع في "المقشامة" بحسب الذماري، فرصة لمساعدته الآخرين بأسعار مناسبة تختلف عن الأسعار المتداولة في الأسواق مع زيادة في الكمية، إضافة إلى تقديم الخضروات مجانًا لمن لا يمتلكون المال لشرائها.

•••
خالد عبدالواحد

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English