"المهرة" مغيَّبة رياضيًّا

محافظة تفتقر إلى المنشآت والكوادر الفنية!
علاء الشلالي
August 27, 2023

"المهرة" مغيَّبة رياضيًّا

محافظة تفتقر إلى المنشآت والكوادر الفنية!
علاء الشلالي
August 27, 2023
.

الرياضة مثل غيرها من الأنشطة، مُهملة ومهمشة من قبل السلطات المعنية في محافظة المهرة (شرقي اليمن)، إذ يشكو الرياضيّون هناك من تهميش وإقصاء دون سائر المحافظات.

بدورهم، يشكو الأهالي من عدم وجود ملاعب ولا مقار للأندية، حيث تفتقر البوابة الشرقية لليمن إلى وجود بنية تحتية لمزاولة الأنشطة والألعاب، ومع ذلك سعى بعضٌ منهم، بجهود ذاتية، إلى تأسيس الأندية وتنظيم البطولات وخلق أجواء تنافسية بين الفِرَق.

وفي الآونة الأخيرة، برزت العديد من المواهب في عدد من المحافل على مستوى اليمن وفرضت نفسها على الواقع، لافتة بذلك الأنظار إلى حال الرياضة والرياضيين في ثاني أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة بعد حضرموت.

نظرة سابقة

تُعد ستينيّات القرن المنصرم مرحلةَ تأسيس النشاط الرياضي في مجال لعبة كرة القدم في المحافظة، التي برزت من خلالها كوادر موهوبة غادر بعضها باتجاه دولة الكويت التي عملت على استقطابهم، في حين فضّل البقية المكوث في المهرة.

في أواخر الستينيات، فُتحت المدارس وأتاحت للطلاب مزاولة الأنشطة، لهذا خرجت منها مواهب رياضية في كرة القدم. وحينما عاد بعض الرياضيين المهريين من الكويت، عملوا عام 1969 على تأسيس أول نادٍ رياضي تحت مسمى نادي "شباب المهرة"، ومِن ثَمّ تغير اسمه إلى "نادي الشهداء"، وبعد سنوات تغير اسم ذات النادي إلى نادي "شباب سيحوت".

الحركة الرياضية في المهرة تعاني الكثير من المشكلات، شأنها شأن باقي المحافظات اليمنية، غير أنّ ما يقلق الرياضيين هنا هو عدم مساواتهم بأقرانهم في باقي المحافظات اليمنية في الحقوق.

في عام 1974، تأسس بقرية العبري نادٍ جديد، حمل اسم نادي "السلام الرياضي"، ووصولًا إلى التسعينيات ظهرت عدد من الأندية الرياضية، أبرزها: نادي "حوف"، ونادي "اتحاد المسيلة"، ونادي "شباب الغيضة"، ونادي" قشن"، ونادي "ضبوت"، ونادي "جزع"، ونادي "فرتك"، ونادي "خيبل"، ونادي "الأخوين"، وفي 15 فبراير 2013 تأسس نادي "الساحل" الرياضي بسيحوت.

يقول الناشط الرياضي مبروك جمعان لـ"خيوط"، إنّ هذه الأندية المعترف بها رسميًّا من الاتحاد العام لكرة القدم بالجمهورية اليمنية، ولها ملفات خاصة في وزارة الشباب والرياضة، لكنها ظلت، ولم تزل، تعاني الإهمال.

تهميش ومعاناة  

يُعدّ الكابتن علي سعيد البرغي، والكابتن محمد سعيد راشد، والكابتن عوض المهري من مؤسسي الحركة الرياضية في محافظة المهرة، لكنهم لم يحظوا بالتقدير المفترض من قبل الحكومات المتعاقبة في اليمن، كما يرى محمد القشيري، وهو واحد من أقدم مشجّعي لعبة كرة القدم في المهرة، والذي يقول لـ"خيوط": "لم تهتم الدولة حتى بعد قيام الجمهورية اليمنية، بالحركة الرياضية في المهرة، ولم تنظّم أي بطولات على أرضنا وكأننا لسنا يمنيين".

من جانبه، يرى لاعب نادي الجزع الرياضي في المهرة، قيس نصيب، في حديثه لـ"خيوط"، أنّ الحركة الرياضية في المهرة تعاني الكثير من المشكلات شأنها شأن باقي المحافظات اليمنية، غير أن ما يقلق الرياضيين هنا هو عدم مساواتهم بأقرانهم الرياضيين في باقي المحافظات اليمنية في الحقوق.

ومن بين المشكلات التي تعانيها الحركة الرياضية في المهرة عدم وجود ملاعب مجهزة، إذ إنّ أرضية "ملعب مخيال" الرسمي، وهو الملعب الوحيد بالمحافظة الذي تقام عليه منافسات الدرجة الثالثة، في حالة يرثى لها وغير صالحة لإقامة مباريات كرة القدم.

كما تفتقر المهرة إلى وجود مدربين في عدد من الأندية، إضافة الى افتقار المحافظة إلى حكام مؤهلين، وبحسب الكابتن نصيب، فإن أبرز مشكلة تعانيها الحركة الرياضية في المهرة: شحة الإمكانيات، وعدم وجود خطة زمنية منظمة لتحريك العجلة الرياضية.

يرى نصيب أنّ اللاعب والرياضي في المهرة تنقصه أشياء عديدة؛ أبرزها إقامة الأنشطة الرياضية المنتظمة، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك تنسيق دائم بين الأندية والاتحاد اليمني لكرة القدم.

بصيص أمل 

في مطلع يناير/ كانون الثاني من العام الجاري 2023، وصل المدير الفني للمنتخب الوطني للناشئين الكابتن محمد البعداني، برفقة مدير المنتخب الكابتن أحمد الحسني، إلى محافظة المهرة، من أجل اختيار لاعبين جدد لضمهم إلى قائمة المنتخب الحالية؛ استعدادًا للنهائيات الآسيوية، وأثمرت تلك الجهود في اختيار خمسة لاعبين من أندية المهرة لأول مرة ضمن تشكيلة المنتخب الوطني، وهم: حارس المرمى خالد فتحي علي محمد من نادي خيبل، ومن ذات النادي اللاعب المدافع علي محمد علي، إضافة إلى اختيار اللاعب المهاجم شعيب محمد شعيب من نادي الجزع، بجانب قيس محمد فرج، واختيار اللاعب المهاجم محمد ناجم عاشور من نادي ضبوت.

يرى الكابتن علي محمد في حديثه لـ"خيوط"، أن النزول الميداني من قبل قيادة المنتخب الوطني لاختيار لاعبين من المهرة لضمهم إلى المنتخب خطوة جيدة لم يسبق أن حدثت من قبل، وهي فرصة تعني الكثير لرياضيي المهرة، ومناسبة مهمة لإبراز المواهب الرياضية، وينبغي أن تتكرر.

ويأمل عدد من الرياضيين المهريين في أحاديثهم مع "خيوط"، أن تولي الاتحاداتُ الرياضية اليمنية محافظةَ المهرة المزيدَ من الاهتمام، وأن تشجع الشباب على إبراز مواهبهم الرياضية.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English