مبصر اليمن وحكيمها الخالد

عبدالله البردّوني الاستثناء الشعري والفكري الحي
خيوط
August 30, 2022

مبصر اليمن وحكيمها الخالد

عبدالله البردّوني الاستثناء الشعري والفكري الحي
خيوط
August 30, 2022

تحلّ اليومَ الثلاثين من أغسطس، الذكرى الثالثةُ والعشرون لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردّونيّ، الذي ملأ الدنيا شعرًا متجددًا، وشغل الجميع بحضوره كمثقّف ومؤرِّخ ومفكِّر ورأيٍ عظيم لأحوال اليمن وإنسانها وإرثها الحضاري. صورة حيَّة لم تَذوِ، وحضور لم ينطفئ بعد قرابة ربع قرن من رحيله.

جاء في سيرته المتداولة، وكثّفها موقع (سطور) على نحو:

«عبدالله صالح حسن الشحف، الملقَّب بالبردُّوني -بتشديد حرف الدال- نسبة إلى قرية البَرَدُّون في محافظة ذمار في اليمن، وُلد البردّوني عام 1929، وهو واحد من أبرز الشعراء والنقّاد والمؤرخين في القرن العشرين. فَقَدَ عبدالله البردّوني بصرَهُ وهو في سنِّ الخامسة من عمره بسبب إصابته بمرض الجدري، ولكنَّ على الرغم من فقدان بصره المبكر لم يترك تعليمه، فدرس في قرية البردّون التي وُلد فيها، ثمَّ انتقل مع عائلته إلى ذمار، وهناك التحق بالمدرسة الشمسية الزيدية المذهب، ظهر اهتمام البردّوني بالأدب والشعر، وهو في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان مولعًا بحفظ القصائد التي تقع بين يديه. انتقل عبدالله البردّوني إلى صنعاء وهو في أواسط العشرينيات من عمره، وهناك حصل على جائزة التفوق اللُّغويّ من دار العلوم الشرعية، ثمَّ وفي عام 1948، أُدخِل البردّوني السجنَّ في عهد الإمام أحمد بن يحيى؛ بسبب مواقفه السياسية ومساندته لثورة الدستور. وقد كان البردّوني شاعرًا من أعظم الشعراء اليمنيين، إن لم يكن أعظمهم. اشتهرت قصائده القومية والسياسية التي تميل إلى السخرية من الوضع اليمني المؤسف، وقد تميَّزَ شعرُه بقوَّة السَّبْك وعرامة اللغة، وهو بهذا ينتمي إلى الشعراء الكلاسيكيّين إلى حدٍّ ما، بَيْدَ أنَّه لم يتمسَّك بالنمطية التي كان يتمسك بها شعراء اليمن. وفي اليوم الثلاثين من أغسطس من عام 1999، تُوفِّي عبدالله البردّوني في أحد مشافي صنعاء، تاركًا إِرثًا كبيرًا من المجاميع الشعرية والكتب الفكرية والنقدية والتاريخية».

بدأ حياته محاميًا جوّالًا يدافع عن النساء والأرامل، وكان يقول: "كنتُ محاميًا للمطلقات البائسات". ترأَّسَ لجنة النصوص في إذاعة صنعاء بعد الثورة، وفي عام 1980، تقلّد منصب مدير البرامج في الإذاعة. قام بإعداد برنامجٍ أسبوعيّ بعنوان (مجلة الفكر والأدب) الذي يعتبر من أفضل البرامج الإذاعية الثقافية في إذاعة صنعاء، واستمرّ في إعداده، منذ 1964 حتى وفاته.

في الفترة من 1969 حتى 1975، عمل مشرفًا بالقسم الثقافي في مجلة الجيش، وكان يُنشَر له مقالًا أسبوعيًّا بعنوان (قضايا الفكر والأدب) في صحيفة 26 سبتمبر، فضلًا عن مقاله الأسبوعي الذي كان ينشر في صحيفة الثورة تحت عنوان (شؤون ثقافية).

كان أول رئيس لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين منذ تأسيسه في عدن، في 1970، وحتى المؤتمر الثاني المنعقد بصنعاء في 1980.

على مدى ستين سنة، صدر للشاعر عبدالله البردّوني أكثرُ من عشرين مؤلَّفًا، توزعت بين الشعر والنقد والفكر والتاريخ. 

وتضمّ قائمة إصداراته الشعرية التي بدأت في العام 1961، العناوين التالية:

- من أرض بلقيس.

- في طريق الفجر.

- مدينة الغد.

- لِعينَيّ أمّ بلقيس.

- السفر إلى الأيام الخضر.

- وجُوه دُخَانيّة في مرايا الليل.

- زمان بلا نوعية.

- ترجمة رملية لأعراس الغبار.

- كائنات الشوق الآخر.

- رواغ المصابيح.

- جوّاب العصور.

- رجعة الحكيم بن زائد.

وأصدرت له الهيئةُ العامة للكتاب في صنعاء، في العام 2022، مجموعتين شعريتين ملمومتين في كتاب واحد، حمل عنوان: "رحلة ابن شاب قرناها" و"العشق في مرافئ القمر".

أما قائمة مؤلفاته النقدية والفكرية والتاريخية فتضمّ:

- رحلة في الشعر اليمنيّ، قديمه وحديثه.

- قضايا يمنيّة.

- فنّون الأدب الشعبي في اليمن.

- اليمن الجمهوري.

- الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.

- الثقافة والثورة.

- من أول قصيدة إلى آخر طلقة؛ دراسة في شعر الزُّبيريّ وحياته.

- أشتات.

 وله عديدٌ من مخطوطاتٍ لكتب ثقافية وأدبية، لم تَرَ النور؛ لأسباب مجهولة تتصل بالتنازعات الأسرية.

صدرت عنه العديدُ من المؤلفات لكتّاب يمنيين وعرب، وتُدرَّس نصوصه الشعرية في كليات الآداب في الجامعات اليمنية والعربية المختلفة، وحضرَت، ولم تزل، في تجربته الشعرية والنقدية رسائل وأطروحات علمية مختلفة، ولم تزل تأثيرات مدرسته الشعرية الواضحة على الكثير من الشعراء الجدد والمعاصرين.

يقول عنه الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح:

«إنّ الجليل والجميل في سيرة هذا الشاعر الرائي، تكمن في استطاعته التغلبَ على المعوقات التي كانت تقف في طريقه، وكان بعضها كفيلًا بأن يحُول بينه وبين ما تحقق له من نجاح وشهرة في دنيا الإبداع. ويعود الفضل في هذا إلى إرادته أولًا، وثانيًا إلى طموحه اللامحدود، فلم يعرف التردُّدُ أو الضَّعف طريقهما إلى نفسه الكبيرة وإرادته القوية.

نصف قرن من الزمن جمعني بالشاعر الكبير، وهو زمنٌ يمانيّ مليء بالمضحكات والمبكيات، كان أنقى وأبقى ما فيه الشعر والصداقة التي تحدّت حساسية المعاصرة والثنائية الضدية. ولا جديد أو مبالغة في القول بأنه كان قريبًا إلى نفسي كما كنت قريبًا إلى نفسه، وهو القرب الذي لا يعني التماثل، فقد كان لكلٍّ منّا وجهات نظره الخاصة التي يختلف فيها عن صاحبه. وربما يكون الاختلاف الواعي أدعى إلى استمرار الودّ ودوام الصداقة. فهو يجعل الأبواب مشرعة للحوار والقراءة الموضوعية لمستجدات الواقع والإضافات المتلاحقة في مشهد الإبداع الأدبي».

 الناقد الدكتور حاتم الصكر، كتب عنه بعد وفاته:

«واحد من الشعراء الكبار الذين كدّوا واجتهدوا ليلائموا شعرهم المتمسك بالتقاليد الموروثة مع عصرهم الجامح ورُؤاه المجنونة وأشكاله التي لا تكف عن التجديد، وبالمقابل فهو ممّن يصوِّت عليه قراء الحداثة الشعرية؛ لأنهم يرون فيه صوتًا مختلفًا ورؤية مغايرة. البردّوني اليومَ في ذمة التاريخ إلَّا أنّ شعره سيظل في ذمة القراءة».

الشاعر والناقد عبدالودود سيف، قال عن تجربته:

«في عالم عبدالله البردّونيّ الشعريّ، ينمحي الشكل، ويبقى الشعر، وهو الوهج المتألق رغم الفواصل السميكة بين الأشكال المتباينة. نحسب أنّ البردّوني حفر مقولته النظرية في ذاكرة النقد واستوفاها حرفيًّا في تجربته الشعرية التطبيقية». 

المصادر:

  • ويكيبيديا (الموسوعة الحرة).
  • موقع إكليل المعرفة.
  •  موقع سطور.
  •  منتدى نبع العواطف الأدبية.
  •  منصة المعلومات (سارة عبدالسلام).

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English