حتى لا يطير الدخان!

ماذا بعد عودة منتخب الناشئين؟
بشير سنان
January 9, 2022

حتى لا يطير الدخان!

ماذا بعد عودة منتخب الناشئين؟
بشير سنان
January 9, 2022
Photo by Ali Al-Muhanish - Dhamar

بعد رحلة مكوكية، شملت ثلاث عواصم عربية وعددًا من المدن اليمنية، عاد لاعبو منتخبنا الوطني للناشئين إلى أسرهم في مختلف أرجاء الوطن، وتنتظرهم طقوس طبيعية للاحتفال أيضًا على مستوى المدن والقرى والعزل وحتى الحارات والبيوت. ويبقى السؤال الأهم والموجه إلى قيادة اتحاد اللعبة: ماذا بعد العودة؟ وهل من خارطة طريق لهذه المواهب في المرحلة القادمة، خصوصًا مع تبقي قرابة العام على انطلاق منافسات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2023.

وقبل توجيه بوصلة خارطة الطريق إياها صوب القادم، حري بنا التذكير أن اللاعبين وبعد كل ما شاهدوه من احتفاء وتكريم، في حاجة ماسة إلى أخصائي نفسي لامتصاص ما خلّفته تلك الفرحة في نفوس اللاعبين الصغار، وتوجيه آثار تلك الفرحة بشكل إيجابي، وهو أمر متعارف عليه حتى مع المنتخبات العالمية.

تاليًا، فإن الحديث عن برنامج عمل أو خارطة طريق بات ضروريَّا، لإعداد المنتخب الإعداد المثالي، بدءًا من المعسكرات الداخلية، وصولًا إلى معسكر خارجي، ثم المباريات الودية مع منتخبات قوية؛ لأن المنافسة في القارة الآسيوية لا تشبه غربها.

مدرب المنتخب قيس محمد صالح، سيواجه معضلة حقيقية أيضًا؛ إذ سيكون مضطرًا لفقدان بعض مواهبه الحالية بسبب (تجاوز السن القانوني) لفئة الناشئين، وهو ما يحتم عليه التفتيش عن مواهب أخرى رجمًا بالغيب في ظل عدم وجود مسابقات للفئات السِّنية.

بين كل ما كان، وما سيكون، أخشى أن تتحول فرحة تتويج صغارنا ببطولة غرب آسيا إلى كابوس يطفئ كل قناديل الفرح التي نصبت للاعبين في مختلف بقاع البلاد لأسباب تتعلق بالتخطيط والإدارة.

في الوضع الطبيعي، من المفترض أن يحفز إنجاز الناشئين اتحاد اللعبة لعودة وانتظام كافة المنافسات (الدوري العام، ودوري الفئات العمرية)، ولا أعذار حاليًّا للأوضاع الأمنية بعد الحفاوة الكبيرة التي شاهدناها جميعًا للمنتخب منذ حطت أقدام لاعبيه مطار عدن الدولي.

وبالوضع ذاته، كم تمنيت لو أن الاتحاد العام استغل نشوة الفرح العارمة بنجومنا الصغار وتسابق رجال الأعمال والشركات والبيوت التجارية لدعم المنتخب بأرقام (فلكية) بالتنسيق مع تلك الجهات لرعاية مسابقات الاتحاد وتعزيز الموارد المالية للاتحاد ذاته وللأندية.

وبين كل ما كان، وما سيكون، أخشى أن تتحول فرحة تتويج صغارنا ببطولة غرب آسيا إلى كابوس يطفئ كل قناديل الفرح التي نصبت للاعبين في مختلف بقاع البلاد لأسباب تتعلق بالتخطيط والإدارة فحسب. وحتى لا يطير الدخان، أذكر أن منتخبنا الوطني الأول ما زال بدون مدرّب وهو على بعد شهور من بدء المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا الصين 2023 وكأس الخليج 2023، وأي إخفاق قادم سيهدم كل ما صنعته أقدام اللاعبين الصغار (معنويًّا) في غرب آسيا.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English